منذ أن غادر نجم الوسامة السوري تيم حسن (1976) بلاده وهو يعيش مأزقاً. الممثل الشهير سطع نجمه منذ أن تخرّج في «المعهد العالي للفنون المسرحية» سنة 2001. قبلها بعام واحد، كان قد اقتنص فرصته بدور هجرس في «الزير سالم» (ممدوح عدوان وحاتم علي)، فلفت الانظار قبل أن تتوالى النجاحات في أعمال وثّقت للواقع بطريقة اقتحامية مع تفاصيل، أو أرشفت للتاريخ وأعادت قراءته مثل «التغريبة الفلسطينية» (وليد سيف وحاتم علي 2004) ثم «ملوك الطوائف» (2005 وليد سيف وحاتم علي) و«نزار قباني» (قمر الزمان علّوش وباسل الخطيب 2005). وتواصلت نجاحاته في «الانتظار» (2006 تأليف نجيب نصير وحسن سامي يوسف وإخراج الليث حجو)، و«الملك فاروق» (2007 تأليف لميس جابر وإخراج حاتم علي).
بات لا يلعب سوى دور الرجل المترف
لكنه ما إن هجر الدراما السورية وتفرّغ لأعمال «المحروسة»، حتى تراجع مستواه.رغم النجاح النسبيّ لفيلمه الوحيد «ميكانو» (تأليف وائل حمدي، وإخراج محمود كامل)، مُني تيم حسن بإخفاق مدوّ في مسلسليه «صقر قريش» و«عابد كرمان». حتى إنّ النقاد في «هوليوود الشرق» باتوا يستبعدون اسمه عن قائمة المنافسة بين نجوم الصف الأول، ويؤكّدون أنّ زملاءه جمال سليمان وباسل خيّاط، وربما كندة علّوش، هم أصحاب الأسماء الرائجة في مصر. لم تكن «المحروسة» هي ورطة تيم الحقيقية. صاحب الموهبة العميقة والكاريزما الخاصة اهتدى إلى مشروع تلفزيوني طويل هو «الإخوة». رغم نسبة المشاهدة العالية التي حققها، إلا أن الحظوظ ذهبت لأداء باسل خياط في العمل. بعد ذلك، أسهم النجم عابد فهد عن غير قصد في تكريس مأزق نجم «زمن العار» يوم أطل «الظاهر بيبرس» على mtv في برنامج حواري رمضاني، وانتقد نفسه على تجربة «لو» (2014 إخراج سامر البرقاوي ــ إنتاج شركة «سيدرز آرت برودكشن» المعروفة بشركة الصبّاح) عن الفيلم الأميركي unfaithful (خائنة ــ 2002). يومها استشاط المنتج صادق الصبّاح غضباً، وأرسل فريقاً تقنياً من قبله لمنتجة الحلقة قبل إعادة بثها، بقصد قص كلام فهد، كأنه هدم الكعبة وجميع المقدسات! لم تقف المسألة عند هذا الحد، بل فضّ الاتفاق القائم بين الشركة والممثل السوري، ليستبدل بتيم حسن الذي خطى باتجاه أعمال لا تشبهه ولا توفّر له مادة خاماً كي يظهر موهبته.
هكذا، لعب تيم دور رجل أعمال في «تشيللو» العام الماضي عن فيلم Indecent Proposal (عرض غير لائق ــ 1993)، وعاد هذا العام في «نص يوم» عن فيلم original sin (الخطيئة الأصلية ــ 2001) أيضاً وفق المنطق ذاته، حتى بات يسمى «نجم القصور»، كونه لا يلعب سوى دور الرجل المترف. ولن تتوقف السلسلة عند هذا الحد، فمن المرجّح استمرار القافلة على هذا الدرب. هنا، يظهر حسن كلاعب فوتبول بارع رُمي في ناد درجة ثانية، فصارت أرضية الملعب الرديئة تعيق إظهار مهاراته، وكلما لعب تمريرة متقنة تذهب خارج الكادر، ثم نادراً ما تصله الكرة بطريقة تخوّله أن يسجّل هدفاً ولو كان في مرماه!

«نص يوم»: 20:00 على «أم. بي. سي. دراما» ـــــ بعد نشرة الأخبار المسائية على «الجديد»