ضمن مشروع «مركز نادي القلم في لبنان» (PEN) الذي يجري بالتعاون مع السفارة النمساوية في بيروت لدعم وتكريس القراءات المسرحية، تحط الحلقة الثالثة بعنوان «أنا أحيا» عند الثامنة والنصف من مساء الخميس 7 تموز (يوليو) الحالي في «مسرح مونو» (الأشرفية ــ بيروت). الأمسية التي تحمل عنوان رواية ليلى بعلبكي «أنا أحيا» (1958) تجمع نصوصاً نثرية لأربع كاتبات من النمسا ولبنان. باللغة العربية (مع ترجمة للإنكليزية)، ستقدّم فاديا تنير وسارة زين وساري مصطفى وعمر الجباعي قراءة مسرحية لنصوص الروائية اللبنانية من مجموعتها القصصية «سفينة حنان الى القمر»، ومن «يوم الدين» للكاتبة رشا الأمير، ومن «العام الثلاثون» للكاتبة النمساوية إنغبورغ باخمان، ومن «معلمة البيانو» للكاتبة الفريدة يلينك (الصورة). النصوص المختارة هي أصوات متفرّدة لكاتبات تجمع بينهن رؤيتهن التحليلية للعالم، وفق مخرج الأمسية الشاب السوري عمر الجباعي. منذ باكورتها الروائية «أنا أحيا»، وجّهت ليلى بعلبكي صفعة للسلطة الذكورية مسجلّة منعطفاً أساسياً في مسار الروائية النسائية العربية عبر بطلتها الجنوبية لينا فيّاض التي جاءت بتمرّدها لتبحث عن نفسها في بيروت. وقد اختار الجباعي نصاً من «سفينة حنان إلى القمر» (1964)، كتحية إلى الروائية اللبنانية المختفية وإلى هذه المجموعة القصصية التي سجّلت سابقة في تاريخ القضاء اللبناني، بعدما منعت وحوكمت صاحبتها.
فاق سرد ليلى لتفاصيل متعة ولذّة المرأة وأحاسيسها قدرة تحمل السلطات اللبنانية، التي سارعت إلى مصادرة الكتاب، واحتجزت شرطة الأخلاق المؤلفة واستجوبتها، ثم أحالتها إلى المحاكمة. يقول الجباعي إنّ هذه الأعمال الأدبية النسوية المختارة «ليست محصورة بمحاربة السلطة الذكورية فحسب». في «معلمة البيانو» (1983) التي شاهدناها تحفة سينمائية من إخراج المعلم النمسوي مايكل هانيكي عام 2001، تواجه الروائية الحائزة على «جائزة نوبل للآداب» (2004) السلطة العائلية المتمثلة بالأم وسلطتها التي أطّرت وقولبت شخصية البطلة وميولها الجنسية السادو ــ مازوشية. وفور صدور الرواية، توجّهت أنظار النقاد صوب هذه العلاقة المعقدة التي قدّمت نقداً ساخراً من أدب السبعينيات والثمانينيات الشعبي الذي مجّد وألّه العلاقة بين الابنة والأم.
من النمسا أيضاً، سنستمع إلى مختارات من «العام الثلاثون» (1961) لإنغبورغ باخمان التي تؤرق راحة القارئ. إذ تترك الكاتبة الراحلة صوراً حارقة للحزن والخسارة عبر سبع قصص بينها «العام ثلاثون» التي تحمل عنوان المجموعة.
إلى جانب هذا الثلاثي النسوي، هناك رشا الأمير، الناشرة والناقدة اللبنانية التي كتبت عام 2002 باكورتها الروائية «يوم الدين» بلغة معجميّة شاقة، تحاكي أهم الكتب التراثيّة. إنّها علاقة شيخ وامرأة يجمع بينهما شعر المتنبي، ستودي بإمام المسجد إلى السجن.
هكذا ستكون الأصوات النسوية في الأمسية، صدى متمرّداً على السلطات الذكورية والمجتمعية والعائلية والسياسية والدينية، من دون التخلي عن أمزجتهن الأدبية ومقارباتهن التحليلية وأحياناً السوداوية للعالم.

«أنا أحيا»: الخميس 7 تموز ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «مسرح مونو» (الأشرفية ــ بيروت). للاستعلام: 01/202422