«كركلا» في بعلبك: «طريق» واحد، إنسانية واحدة

  • 0
  • ض
  • ض

لا يتوقف آل كركلا عن العمل. الثلاثي: الأب عبد الحليم، والابنان: المخرج إيفان والمدربة والمسؤولة أليسار، يعملون بكدٍ وصمت لإنتاج ما يمكن اعتباره رائعتهم القادمة: «إبحار في الزمن: ع طريق الحرير».

العرض سيقدّمونه الليلة وغداً السبت في مدينة الشمس بعلبك في مناسبة العيد الستين لمهرجاناتها.
ليس هناك شيء جديد، بل اعتيادٌ لما تقدّمه فرقة «كركلا» منذ سنواتٍ طوال: عملٌ ضخم، ممثلون كثر، نجومٌ كبار، وعرضٌ بمنتهى الحرفية والتقنية. الديكور مثلاً أُحضر من إيطاليا لهذه المسرحية الضخمة، وهو مصمم خصيصاً في المكان نفسه الذي يصمم فيه المخرج الإيطالي الشهير فرانكو زيفيريللي. المميز في هذا الديكور أنّه يتحرّك تبعاً لأحداث المسرحية، ويتحوّل حسبما يريده مخرج العمل إيفان كركلا.
إنها «ليست مجرد مسرحية» يوضح لنا إيفان كركلا، مضيفاً انّ «إبحار في الزمن» هي «تصويرٌ لتلك المرحلة كما نريد تقديمها». تحكي المسرحية عن رحلةٍ زمنية حضارية تعيدنا إلى ما عرف بطريق الحرير الذي كانت تسلكه القوافل التجارية، وصولاً حتى الصين (وتحديداً مدينة كزايان) وأنطاكيا (في الإمبراطورية البيزنطية آنذاك)، مروراً بطرقٍ عدّة قد تصل إلى المئتين (عكس ما يعتقده كثيرون من أنّ الطريق هو طريقُ حريرٍ واحد). يجهد كركلا كعادته في تقديم الصورة بالاحترافية والمهنية المعهودة عنه، فيحضر راقصون ومغنون ومؤدون من معظم الدول التي تمر عبرها القافلة في طريقها إلى الصين. هكذا، نرى راقصين من الهند (قرابة ثلاثة عشر راقصاً ومغنياً)، ومن إيران، وبالتأكيد من الصين ولبنان. إنها إذاً «رسمٌ» كامل لتلك الرحلة «المدهشة» عبر تلك الأراضي الشاسعة. لكن ما الحكمة منها؟ يؤكّد كركلا أنّ «رسالة المسرحية هي عالم واحد، إنسانية واحدة.


مشاركة راقصين
من الهند وإيران، والصين ولبنان
وقد أصررنا عليها لأنها تكسر الحدود، ويصبح جميع الناس شركاء لنا في أعمالنا وأموالنا من خلال تجارتنا معهم. هكذا كسرت الحدود في السابق». وكما بدأت الرحلة من معبد «باخوس» الإله الروماني، فإنّها ستنتهي هناك، لترسم روح الحضارة وشكلها كما تريد فرقة «كركلا» تقديمها وتصويرها.
ولأنّ العمل ضخم، كان طبيعياً الاستعانة بنجومٍ كبار لإكمال الصورة، فتشارك هدى حداد (شقيقة الكبيرة فيروز)، الموسيقار إيلي شويري، الصوت الجميل جوزيف عازار، المسرحي القدير رفعت طربيه، بالإضافة إلى كوكبة كبيرة من النجوم والممثلين ذوي الباع الطويل في المسرح (كما الشاشة الصغيرة) مثل سيمون عبيد، غابريال يمين، الكو داوود، نبيل كرم، علي الزين وروميو الهاشم. في الإطار عينه، يكمل كركلا الصورة التي صنعها من خلال الضوء والصوت والممثلين الكبار عبر راقصين يتجاوز عددهم الـ 150، (فضلاً عن أكثر من 40 شخصاً خلف الكواليس). يرى كركلا أنّ عملاً لتكريم «قلعة بعلبك» ومهرجاناتها في عيدها الستين، يجب أن يكون بهذا الحجم، ومن المنطق أن «نكرّم واحداً من أقدم المهرجانات الفنية العربية بنشاطٍ يتجاوز المتوقع»، وفق ما يشير.
في الختام، تقدّم فرقة «كركلا» عملاً ضخماً كعادتها، يستحق المشاهدة، لأنه في النهاية عمل سياسي تاريخي اجتماعي يقدّم في قالب يجمع بين الرقص الكلاسيكي والعصري والتراث اللبناني والشرقي، ولوحات ملونة جميلة تعتمد على الإبهار والضخامة من حيث السينوغرافيا والأزياء.

«إبحار في الزمن: ع طريق الحرير»: 20:00 مساء اليوم وغداً ـــ «مهرجانات بعلبك الدولية» ــــ 01/999666 ــــــ baalbeck.org.lb

0 تعليق

التعليقات