غداً سأختفي (وغداً يعني: بدءاً من هذه اللحظة)..سأختفي مثلما اختفت الديناصورات، والتَـنانين، والخفافيشُ آكلةُ الفِيَلةِ والقدّيسين.
سأختفي مثلما أنا مختفٍ الآن.
لن تُمكنَ رؤيتي ولا سماع صوتي.
لن أَتَذكّرَ ولن أُتَذكّرَ. ولن تُقرأ لأجلي حتى أَدعيةُ الرحمةِ في كنائسِ المنافقين وعشّاقِ الفضائل.
لكنْ, ربما (و«ربما» هذه لا تؤكّد شيئاً، ولا تنفي إمكانَ حدوثِ شيء)
أقولُ «ربما» سيعثرُ عليّ الزمنُ، وحفّارو القبور – قبورِ المستقبل – والمنَـقِّبون الشجعانُ عن المستحاثاتِ البشرية, المصيوتون بالدماثةِ، والحنانِ، ومحبّةِ جنسِ الإنسان.
ثم يمسحون عن عظاميَ الغبارَ، والطحالبَ، ومخلّفاتِ الديدانِ، وصدأَ الأزمنةْ...
ويقولون، سعداءَ ومُتحسِّرين في آن:
هذه العظامُ النفيسةُ العتيقةْ
تعودُ إلى مخلوقٍ نادرٍ وعتيق
كان يعيش في زمنِ «ما قبلَ انقراضِ الإنسان».
.. ..

أقولُ: «ربما!». وأعني: «حتماً !».
2015