أخيراً تمكّن قاسم اسطنبولي من نقل حلمه الثقافي الفني الذي خرج من مدينة صور قبل عامين، إلى النبطية. للمرة الأولى ستحتضن المدينة الجنوبية النسخة الثالثة من «مهرجان لبنان المسرحي الدولي»، بالتزامن مع إعادة إفتتاح «سينما ستارز» المتوقفة عن العمل منذ نهاية الثمانينيات. كل ذلك بجهود فردية قام بها الممثل والفنان الشاب بمساعدة شباب آخرين متطوعين. هكذا يخوض اسطنبولي مشروعاً آخر، بعد «سينما الحمرا» في صور، التي افتتحها بعد إغلاق دام ثلاثة عقود. طوال عامين، احتضن المكان 6 مهرجانات (موسيقى، مسرح، سينما)، فيما نظم أسابيع فنية ثابتة طوال السنة. والأهم أنه استطاع أن يربي جمهوراً صار يزداد عدده مع الوقت، محققاً تمنيات المثقفين الحيادية حول ضرورة دعم الحركة الثقافية في المناطق. وبرغم إقفال «سينما الحمرا» قبل أشهر، بعدما انتهى العقد مع صاحبها من عائلة فران، الذي وعد اسطنبولي بإكمال المشروع وإبقائها صالة سينما، بقي اسطنبولي متمسكاً بإصراره على إقامة المهرجان. هكذا إذاً ستنتقل معظم عروض المهرجان الذي ينظمه «مسرح اسطنبولي» و«جمعية تيرو للفنون» (بدعم من بلدية النبطية، و«إدارة حصر التبغ والتنباك») إلى «سينما ستارز» في النبطية ابتداء من مساء اليوم حتى 26 آب (أغسطس)، من بينها عرض في بيروت (مسرح المدينة) وعرضان في صور.
يتزامن المهرجان المسرحي مع إعادة افتتاح «سينما ستارز»
يشهد الحدث هذه السنة تطوراً في تمدد العروض مناطقياً، فيما لا يزال الدعم المادي الضئيل، يحكم اختيار العروض. من الجزائر، وتونس، وليبيا، والعراق، وإيران، وسوريا، والارجنتين، وإسبانيا، وسلوفينيا ولبنان ستشارك 10 عروض مسرحية وراقصة وأخرى تفاعلية لطلاب ومحترفين، إلى جانب ورش عمل ونقاشات وأمسية شعرية للإسبانية أنا سندريرو ألفرس. عند السادسة من مساء اليوم، ينطلق المهرجان بكرنفال سيجول شوارع النبطية وصولاً إلى «سينما ستارز» التي ستحتضن في ليلة الإفتتاح «حصان الخشب» للمخرج الإيراني أبو الفضل طبسي. يستعيد العرض المسرحي الراقص التراث الإيراني، محاكياً طقوس الحصاد، وحفلات الزفاف هناك. يليه عرض «سوناتا الرصاص» للمخرج العراقي حسين جوير التي تعالج الوضع العراقي الراهن بين الإرهاب والموت والتفجيرات. من ليبيا يستضيف المهرجان «بكاء الموناليزا» (21/8 س:18:30 ــ «سينما ستارز») للمخرج الليبي شرح البال عبد الهادي المقتبسة عن نص «الموناليزا ليست جميلة في كل العيون» للعراقي ذو الفقار خضر. في هذه المونودراما التي تؤدي بطولتها الممثلة عايدة رويحة تجد امرأة أربعينية نفسها عالقة بين ذكريات الشباب وهواجس تقدّمها في السن. من الشخصي إلى السياسي، تتطرّق مسرحية «مش راكبة» (21/8 س:20:30 ــ «ستارز») للبناني زين الدين السباعي، إلى الإنتخابات المؤجلة في لبنان. الموعد التالي سيكون في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت)، مع مسرحية «محمود» (22/8 ــ س: 20:30) للمخرج السلوفيني بيتر سربسك. باللغتين الإنكليزية والعربية، يعكس العمل حالة اللجوء في العالم من خلال شخصية محمود الذي يكشف الحياة بعيداً عن الحرب. النهار الرابع (23/8) من المهرجان مخصص لمدينة صور، وتحديداً لـ «سينما الحمرا»، حيث سيقام كرنفال (س:18:00) مع وقفة إحتجاجية بعنوان «رفضاً لإقفالها»، قبل الإنتقال إلى «بيت مملوك في الحارة» المقر الجديد لقاسم اسطنبولي، الذي استأجره بعد إقفال السينما. في المنزل القديم في حارة صور، سنشاهد عرضاً مسرحياً إرتجالياً بعنوان «قصصكم على المسرح» (س: 19:00) لفرقة «وصل» اللبنانية السورية، الذي يرتكز على نحو أساسي إلى قصص الجمهور التي سيرتجل أعضاء الفرقة مرادفها المسرحي على الخشبة. من جهة ثانية، يسعى المهرجان إلى تأمين مساحة لعروض فناني صور الذين لا يجدون مكاناً في مسارح العاصمة. هكذا، سيقدَّم في «مركز الحركة الثقافية» في صور العرض المونودرامي «ممنوع يصيح الديك» (س: 21:00) للكاتب والمخرج سمير سكماني الذي يدور حول معاناة المواطن العربي مع أنظمته الفاسدة. المحطة التالية في «سينما ستارز» مجدداً حيث سنشاهد «جريمة في مزرعة الماعز» (24/8 س:18:30) للمخرج ميشال حوراني (الجامعة الأنطونية) المقتبس عن «جريمة في جزيرة الماعز» للكاتب الايطالي أغوبيتي. بعدها، يضرب لنا المهرجان موعداً مع مسرحية «فهرنهايت» (20:30) للمخرج الأرجنتيني دييغو بينكاتو، المقتبسة عن نص «فهرنهايت 451» للروائي الأميركي راي برادبري. الى جانب المسرح، يضم المهرجان عرضاً راقصاً (25/8 ـــ س:18:30) لطلاب إقامة «تكوين» الذي أتى نتيجة إقامة فنية وورش عمل لمدة شهرين نظمتها فرقة «مقامات للرقص المعاصر» في بعقلين، فيما سيعاد تقديم مسرحية «محمود» في النبطية (س: 20:30). أما الختام فسيكون مع مسرحية «ريق الشيطان» للجزائري هارون الكيلاني، قبل أن تعلن لجنة التحكيم (كاظم نصار، ورعد سعيد، وأنا سندريرو ألفرس، وفاء شرارة، حسام الصباح، وطفى حمادة) نتائج المسابقة الرسمية، مع توزيع جوائز أفضل ممثل/ة، وإخراج، وسينوغرافيا، وسيناريو، وأفضل عمل متكامل.
* «مهرجان لبنان المسرحي الدولي ــ 3»: 18:00 مساء اليوم حتى 26 آب (أغسطس) ــ النبطية، صور، بيروت. للاستعلام:70/903846