لم يستطع المغنّي أمير يزبك أن يُدلي بشهادة لـ«الأخبار» عن سمير يزبك بحكم القرابة العائلية بينهما، بل ترك تلك المهمّة لابن الفنان الراحل الذي يحمل الاسم نفسه. يحتفظ الابن بالعديد من الأسرار عن والده، لافتاً إلى أنه «أصيب قبل نحو 4 سنوات بسرطان في الحنجرة، ما حتّم على الأطباء استئصال الورم فأدّى إلى خسارته صوته». وعما إذا حظي بالعناية الرسمية خلال مرضه، يجيب أمير «بالطبع، اهتمّت به وزارة الصحة اللبنانية. كما لم يتركه رفاقه الفنانون الذين زاروه في المستشفى». يواصل الابن سرد تفاصيل حياة المطرب قائلاً «عاش والدي نحو 40 عاماً في سوريا، وتربطه هناك صداقات قوية ويملك شعبية واسعة. اهتمّ به الرئيس الراحل حافظ الأسد ولاحقاً ولداه. كما لقي اهتماماً ملحوظاً من قبل سمير جعجع. حتى في أيام سجنه، كان «رئيس حزب القوات» يطلب الاستماع إلى أغاني والدي. قبل فترة، زاره عدد من أصدقائه السوريين وقدّموا له بعض الأرشيف الخاص به للأغاني والمواويل التي قدّمها في دمشق. ذلك الأرشيف موجود اليوم في استديو الموسيقار إحسان المنذر للحصول على نسخة أخرى منه للاحتفاظ بها». يختتم يزبك كلامه بالقول «للأسف، لا أحد من أولاد أو أحفاد يزبك يملك صوتاً جميلاً كصوته». على الضفة نفسها، عندما يُسأل الفنان روميو لحود عن علاقته بالراحل، لا يجيب مباشرة عن السؤال. يسكت قليلاً، قبل أن يقول «تعرّفت إليه في الستينيات. أتى إليّ شاباً في العشرين مندفعاً نحو الحياة ويحبّ التمثيل. عملنا معاً 10 سنوات في المسارح التي قدّمت على أدراج «مهرجانات بعلبك الدولية» ولقيت صدى طيباً. كان شاباً يمكن الاتكال عليه في العمل. مندفع ويحبّ النكات، ويَحضر التمارين في وقتها». يتحدّث لحود بحبّ عن يزبك، لكن عندما يصل إلى رحيله، يقول بغصّة «مع رحيل سمير، طويت صفحة فنية في بلادي. لقد أتعبه المرض كثيراً، وبخاصة أنه خسر صوته في السنوات الأخيرة». في سياق آخر، يتحدّث الموسيقار إحسان المنذر عن بدايات تعرفه إلى المطرب الراحل: «تعرّفت إلى سمير في الثمانينيات عندما عدت من إيطاليا. قابلته في أروقة «الاذاعة اللبنانية»، عندما كان يحضر لتسجيل بعض أعماله. لم يجمعنا أيّ عمل فنيّ معاً، لكننا كنا صديقين لغاية لحظة الوداع». يتابع المنذر قائلاً «كان الراحل مطرباً شعبياً، لكنه متأصّل في الكلاسيكية. عُرف بالمواويل، ولكن ما غنّاه كان صعب الأداء».
* يصلى على راحة نفس سمير يزبك غداً الأربعاء (17:00) في كنيسة مار مخايل ــ رمحالا (قضاء عاليه)، قبل أن يوارى في ثرى مدافن العائلة. كما تقبل التعازي اليوم والخميس (11:00- 18:00) في صالون «كنيسة القلب الأقدس» في بدارو (شارع سامي الصلح)، والأحد في صالون «مار مخايل» ــ رمحالا (12:30- 16:00).