شهد الخميس الماضي نوعاً من انزلاقة لمراسلة lbci فتون رعد، النشيطة والمثابرة، التي أظهرت في الفترة الأخيرة تغطية لافتة تستحق التقدير لقضايا العنف الأسري، خصوصاً في قضية المغدورة منال عاصي. في ذلك اليوم، دوّنت رعد على صفحتها على فايسبوك، ما يمكن تشبيهه بإعلان دعائي على غرار ما يتكدس على هواتفنا الذكية من أخبار عاجلة. للحثّ على متابعة نشرة أخبار lbci، كشفت المراسلة الشابة عن وجود «سيدة مهددة حياتها بهيدي اللحظة، زوجها حاجزها هلأ بالبيت مع أطفالهم، ومستعين بمسلحين وساندين ضهرن بزعيم سياسي». هذه التدوينة التي تعاملت معها رعد على أنها سكوب إعلامي، بدت أنّها تفتقد العمق الذي اتسمت به أعمال رعد طوال هذه الفترة، بل تتعامل مع قضية المرأة المعنفة على أنها من ضمن العواجل الخبرية والأدوات الترويجية للنشرة الإخبارية. وفعلاً في مستهل النشرة المسائية، خرجت رنا شقيقة لينا خويري، المرأة التي قيل عنها إنّها تعرّضت للعنف، لتتهم «مسلحين» ومن وصفتهم بـ «زعران منصور البون» بمساندة زوج لينا الذي يحتجز الأولاد بخلاف قرار المحاكم الروحية والمدنية.وبعد يومين من عرض «المؤسسة اللبنانية للإرسال» هذا التقرير وإثارتها القضية، كانت mtv بالمرصاد. هذا ما ظهر أول من أمس في نشرتها الإخبارية، إذ أجرت مقابلة مع الزوج غابي سعادة، وعدد من أولاده الذين فضلوا البقاء مع والدهم على حد تعبيرهم. طوال التقرير (إعداد جويس عقيقي)، كان واضحاً وجود نية للانقضاض على الغريمة lbci أكثر منه عرضاً لقضية شابها الجدل وتناقضت المعلومات بشأنها منذ اللحظة الأولى. هاجم سعادة lbci التي أنجزت تقريرها وفق «وجهة نظر واحدة»، ولم تتصل به أو تقف عند رأيه، على حد تعبيره. وكان يدلي بكل هذا الكلام ونسمع بين المقطع والآخر صوت تفاجؤ صادر عن مراسلة mtv، لكنه بدا أقرب الى الشماتة منه إلى التفاجؤ، وخاصة أنّ عقيقي تعلم جيداً مهمتها في التقرير، وتعلم مسبقاً أنها ستجري هذه المقابلة، بما أنّ سعادة لم يظهر على شاشة lbci، ومن الطبيعي أن يكيل الهجوم لهذه القناة. وتخلل التقرير أيضاً نفيٌ لتورط النائب السابق منصور البون في القضية.
سعادة نفى تعنيفه لزوجته، وصنّف صورها التي نشرتها lbci وبدت عليها آثار كدمات عنفية، على أنها «مفبركة». جالت الكاميرا على الابنة أنجيلا التي قالت إنّها عادت إلى أحضان والدها بملء إرادتها، وعلى الشاب فؤاد، الابن الآخر لهذه العائلة، الذي أكّد بدوره أنه لا يدافع عن والده، بل عن «الحق».
صحيح أن قناة «المرّ» نجحت ظاهرياً في استكمال فصول هذه القصة من وجهة نظرة ثانية، واتصلت بالجهة المقابلة لاستيضاحها أيضاً، عبر محامي الزوجة ألكس أبي جرجس، وحاججت عقيقي الزوج والأولاد في الكثير من الأماكن، إلا أنه لا يمكن أن نضع هذا التقرير إلا ضمن تصفية الحسابات بين lbci وmtv، تحت خيمة قضايا العنف الأسري.