أصدر مؤلفات في الإطار الأوركسترالي، أشهرها السمفونيات كـ «السلام» و«بيروت 82»توفيق الباشا (1924 ـــ 2005) هو من الوجوه البارزة في المشهد الموسيقي اللبناني في بداياته. نشط منذ منتصف القرن الماضي حتى مطلع الألفية واهتمّ بالأصول الموسيقية الكلاسيكية الغربية، فحاول مقاربة موسيقانا الشرقية على هذا الأساس. هكذا عمل مع آخرين على إدخال التناغم الصوتي إلى ألحان مبنية على مقامات شرقية (تلك التي تتضمّن أرباع الصوت طبعاً) وهي أحادية الصوت في الأصل. هذا موضوع شديد الدقّة وغير محسوم لغاية اليوم، فهناك فرق بين ما هو ممكن نظرياً في الموسيقى، أي كل شيء، وما هو ممكن عملياً وقابل للحياة والانتشار، أي ما يصبح قاعدة ثابتة في ما بعد.
اتخذ توفيق الباشا من التشيلّو آلةً له، لكنه اتجه إلى التلحين (أغنيات شعبية وطربية) والإعداد (موشّحات وفولكلور وكلاسيكيات أخرى) والتأليف الكلاسيكي النَفَس. أصدر مؤلفات كثيرة في الإطار الأوركسترالي، أشهرها السمفونيات التي حملت عناوين «السلام» (1985)، «بيروت 82» (إثر الاجتياح الإسرائيلي لبيروت)، وأعمال أخرى للأوركسترا أو للبيانو والأوركسترا. بالإضافة إلى هذا الجانب، للباشا كتابات في الموسيقى، منها بحثي وتوثيقي ونظري، طالت التراث العربي والعناصر التي تتكوّن منها الموسيقى الشرقية عموماً.
على برنامج التحية أعمال من تأليف الباشا، مثل الافتتاحية التي كتبها لـ «مهرجانات بعلبك» سنة 1959، و«رقصة عربية» و«دبكة الفرسان» وحركة من عمل للبيانو والأوركسترا، بالإضافة إلى أعمال من إعداده (مثل «لمّا بدا يتثنّى» ومختارات من ألحان محمد عبد الوهّاب وغيرها). كما تؤدي الأوركسترا تحية إلى توفيق الباشا من تأليف أندريه الحاج بعنوان «فترة هدوء».
يشارك غناءً في الأمسية كلّ من علي وهبة وتوفيق كلش، ويطل أيضاً عازفاً على البيانو عبد الرحمن الباشا، نجل الراحل المكرَّم.
* تحية إلى توفيق الباشا/ الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية» بقيادة أندريه الحاج: 20:00 مساء اليوم ــــ قصر الأونيسكو (بيروت) ـــ الدعوة عامة