من المُبكر الحديث عن مدى نجاح الخريطة الدرامية للقنوات اللبنانية، لكن الواضح أن المنافسة ستبلغ أوجها بين «الجديد» و lbci اللتين أعلنتا قبل أيام عرضهما مسلسلي «العرّاب». وبات معروفاً أن «العرّاب» هو سيّد الموسم، خصوصاً بعد الصراع عليه بين الكتّاب والمخرجين. قرّرت lbci عرض مسلسل «العرّاب - نادي الشرق» (سيناريو وحوار رافي وهبي وإخراج حاتم علي، وإنتاج شركة «كلاكيت» لإياد النجار) من بطولة جمال سليمان وباسم ياخور وأمل بوشوشة.
أما «الجديد»، فكشفت أنها ستبثّ «العرّاب» (إخراج المثنى صبح، وكتابة حازم سليمان وإنتاج «سما الفن» لصاحبها محمد حمشو) الذي يطلّ فيه: سلوم حداد ورفيق علي أحمد وعاصي الحلاني وصفاء سلطان، وعبد المنعم عمايري وضحى الدبس. وبدأت القناتان اللبنانيتان تروّجان لعملهما، وبالطبع كل واحدة تغنّت بأبطال المسلسل، وأرفقت الخبر الذي أرسلته للصحافة بصور حصرية من العمل. واعتبرت كل قناة أنها حصلت على المسلسل القمّة، وتوقّعت أن يكون الرقم واحد في رمضان 2015.
وتشير معلومات لـ«الأخبار» إلى أن اختيار المسلسلين المتنافسين، يعود إلى أن القناتين تتعاونان قبل سنوات مع «كلاكيت» و«سما الفن»، وتشتري منهما الأعمال الرمضانية، كما جرت العادة. لذلك، توزّعت المشاريع وفق حسابات القائمين على القنوات. ومن هذا المنطلق، فإن إياد النجار تربطه علاقات عمل مع رئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر، الذي يفتح شاشاته لأعمال المنتج.

ستعلن كل محطة أنها حقّقت أعلى نسبة مشاهدة في رمضان
كذلك اشترت القناة من إنتاج «كلاكيت» أيضاً مسلسل «غداً نلتقي» (كتابة إياد أبو الشامات ورامي حنّا وإخراج حنّا) من بطولة مكسيم خليل وكاريس بشار. كذلك تعرض «الجديد» مسلسل «في ظروف غامضة» (تأليف فادي قوشجقي وإخراج المثنى صبح) الذي تنتجه «سما الفن». هكذا توزّع المسلسلان المثيران للجدل على القنوات اللبنانية، وبدأت المنافسة تندلع بين «العرّابين» وستنعكس قريباً عندما تعلن كل قناة موعد بثّ العمل التلفزيوني. وستعلن كل محطة لاحقاً أنها حقّقت أعلى نسبة مشاهدة في شهر الصوم. ويشير مصدر من lbci إلى أن القناة أعجبت بفكرة «العرّاب - نادي الشرق»، لأنّه حوى إسقاطات من وحي الشارع اللبناني، وخصوصاً قضية المافيات المالية التي عايشتها دمشق في السنوات الماضية. أما عرّاب «الجديد»، فلم يجر كاتبه حازم سليمان تعديلات جمّة على أحداث الرواية الأصلية التي ألّفها الاميركي ماريو بوزو وأخرجها فرانسيس فورد كوبولا. جلّ ما قام به سليمان هو إضافة المشاهد البوليسية، ليزيد وتيرة العمل التلفزيوني الذي لا يزال يصوّر لغاية اليوم. باختصار، ستُبْدي الأيام ما كان صنّاع العرّابين به جاهلين، ولكن كيف سيميّز المشاهد اللبناني بين العملين المتنافسين؟ وهل تضيع «الطاسة» كما يُقال؟