«إني أقف هذا الجسم والعقل السليمين على خدمة الإنسانية المعذبة». هكذا نذر معروف سعد نفسه للناس، دركياً ومقاتلاً في فلسطين و«بستانجي» وزعيماً شعبياً ورئيس بلدية ونائباً، إلى أن اغتيل في مقدّمة تظاهرة مطلبية للصيادين في عام 1975. لذا، وبرغم مرور واحد وأربعين عاماً على اغتياله، لا تزال تجربته متقدة في الذاكرة الجماعية الصيداوية خصوصاً. اتقاد يجذب الباحثين إلى تقليب أوراقه. فيبدأون بمعروف وينتهون برصد المظاهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحزبية والطائفية الجماعية في صيدا (جنوب لبنان) وجوارها، بدءاً من ولادته في عام 1910. آخر محاولات البحث، كتاب أنجزته ناتاشا سعد جمعت فيه جزءاً مما يحفظه الناس من أفكاره وأفعاله الإنسانية. في مقدمة كتاب «في ذاكرة الناس، شهادات حية عن سيرة معروف سعد الإنسانية» الذي توقّعه اليوم في «مركز معروف سعد الثقافي» برعاية أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، تشير سعد إلى أنّ نشأتها على سيرة الشهيد، في منزل والدها وكيفما اتجهت في مدينتها، صيدا، دفعها لتوثيق حكايا الناس، مركزة على الجانب الإنساني. هدفت إلى «أن تتعرف الأجيال التي ولدت بعد استشهاده على مثاله النضالي ولكي يتحقق لهم الوعي الكامل في اختيار ممثليهم في السلطة». فصول الكتاب، تبدأ من والدة سعد، جميلة عطا. إلى ابنة درب السيم المسيحية، يعاد فضل تنشئة سعد على اللاطائفية. عشرات الشهادات التي تحكي مواقف حدثت إما في الشارع صدفة، كمساعدة متسولة وصفع شرطي البلدية لتحريره ضبطاً بحق بائع خضر، أو عن سابق تصور وتصميم بإيواء متضرري زلزال 1956 وتشييد مساكن التعمير الشعبية ومواجهة الذيول الطائفية لثورة عام 1958، إلى احتضان اللاجئين الفلسطينيين. لا تنحصر الحكايا بصيدا وجوارها. وصلت إلى النبي شيت (قضاء بعلبك). تنقل سعد عن والدها، لطفي سعد، أن صديقه خلال الدراسة في الاتحاد السوفياتي أخبره أنّه انتظر طويلاً الحصول على منحة لدراسة هندسة الطيران من السفارة السوفياتية في بيروت. بالصدفة، شاهده معروف سعد خلال زيارته السفارة. تقدم إليه من دون سابق معرفة وسأله إن كان يحتاج إلى مساعدة. فحصل على المنحة.

توقيع كتاب «في ذاكرة الناس، شهادات حية عن سيرة معروف سعد الإنسانية» لناتاشا سعد: اليوم ــ الساعة السادسة مساءً ــ «مركز معروف سعد الثقافي» (صيدا ــ جنوب لبنان). للاستعلام: 07/725001