«الحب أعمى حتى مع المدن». عبارة تختصر بها فرح الهاشم (1988) علاقتها ببيروت. في فيلمها «ترويقة في بيروت» (70 د ــ 2015) الذي يراوح بين التسجيلي والروائي، تحاول المخرجة الكويتية ــ اللبنانية رسم صورة للعاصمة اللبنانية عبر مقابلات تجريها مع 14 شخصاً معظمهم من خلفيات فنية، من بينهم/ ن الممثل عبد الرحيم العوجي، والمخرج محمود حجيج، والممثل بديع أبو شقرا، والممثلة ناتاشا شوفاني، إضافة إلى آخرين يُطلعون المشاهد على علاقتهم بـ «ست الدنيا». على خط موازٍ، تسعى المخرجة الحائزة شهادة ماجستير من «أكاديمية نيويورك للسينما» (NYFA) عبر هذه الحوارات إلى فهم علاقتها الخاصة بهذه المدينة.جال الشريط، ولا يزال، في دول عدّة حول العالم، إذ نال تنويهاً في الدورة الـ 31 من «مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط» ضمن «مسابقة نور الشريف للأفلام الروائية»، كذلك رُشِّح لجائزة فيلم العام في «مهرجان السينما اللبنانية» في سيدني، فضلاً عن تكريمه من قبل «نقابة الفنيين السينمائيين في لبنان»، وحصوله على دعم مالي من وزارة الثقافة للمشاركة في مهرجانات دولية.
لا شكّ في أن سعادة فرح بنجاح فيلمها كبيرة، لكنّ الصدمة التي تعرّضت لها قبل أيّام ولّدت لديها خوفاً على مشروعها. بما أنّها المسؤولة عن الدعاية الخاصة بالعمل، تجري الهاشم دورياً أبحاثاً حوله على الإنترنت. خلال بحثها قبل أيّام، اكتشفت أنّ هناك صفحة جديدة لـ Breakfast in Beirut على موقع IMDB الأميركي، تذكر أنّ تاريخ الفيلم هو 2016 لا 2015.
«للوهلة الأولى ظننت أنّ هناك تشابهاً في العنوان، إلا أنّني حين قرأت النبذة المنشورة على الموقع، أدركت أنّ الحبكة هي نفسها»، تقول فرح الهاشم لـ «الأخبار». وتضيف: «اكتشفت أنّ المخرج والمنتج هو البريطاني جيمس سيمبسون، أما الكاتبة فاللبنانية تالا رمضان».
تحت تأثير الصدمة الكبيرة، دخلت فرح فايسبوك ووقعت على صورة منشورة في 2 أيلول (سبتمبر) الماضي على حساب سيمبسون تجمعه برمضان وبالممثلة اللبنانية دارين حمزة، مقرونة بتعليق «مع دارين حمزة في بيروت نناقش «ترويقة في بيروت»... إنّنا نقترب». قبل ذلك، وتحديداً في 18 آب (أغسطس) 2016، نشر سيمبسون عبارة ««ترويقة في بيروت»... ها أنا قادم».
حين حاولت الهاشم التواصل فايسبوكياً مع الثلاثي، لم تلقَ جواباً. وحين تواصلت صديقتها مع دارين حمزة، قالت إنّها لا تعرف فرح أبداً، رغم أنّ بطلة فيلم «بيروت بالليل» سبق أن شاركت في عام 2012 «في الكاستينغ لاختيار الممثلين في شريطي، حتى أنّني بعثت لها رسالة تعزية بوفاة والدها». حالما نشرت الهاشم مضمون الرسائل التي تؤكد صحة ما تقول على الموقع الأزرق، «تلقيت رسالة من دارين تؤكد فيها أنّ لا علاقة لها بما يحدث، وأنّها ستحاسبني من طريق المحامي، مشددة على براءة المخرج وشهرته ومهنيته، كذلك فإنّه يحق له شراء اسم الفيلم وإذا أراد إنجازه، فهو سيفعل ذلك».
هنا، تواصلت فرح مع محاميها وفضّلت الاعتماد على الإعلام ومواقع التواصل، حيث نشرت في 12 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي فيديو باللغتين العربية والإنكليزية تشرح فيه ما حدث، طالبة من تالا رمضان «تغيير اسم الفيلم، واختيار آخر يعبّر عن شخصيتك»، مشيرة إلى أنّها تفضّل التصّرف السلمي، إلا أنّها لا تمانع اللجوء إلى القضاء». في حديثها مع «الأخبار»، أوضحت صاحبة الفيلم القصير «سبع ساعات» (2013) أنّها سجّلت اسم «ترويقة في بيروت» لدىWriters Guild of America في حزيران (يوليو) 2012 في أثناء إعداد مشروع تخرّجها في نيويورك، لافتة إلى أنّ تصويره بدأ في 2013 قبل أن يُعرض للمرة الأولى في «مهرجان السينما اللبنانية» في سيدني في 23 آب 2015. في حوزة فرح الهاشم إثباتات لكل ما تقوله، بما فيها رسالة التحذير التي تلقتها أخيراً من القائمين على المشروع الجديد وتضمّنت تهديداً واضحاً بالقضاء. وإلى حين خروج هؤلاء عن صمتهم، يبدو أنّ المسار الوحيد لحل هذه الأزمة سيكون قانونياً!