للمرة الأولى في تاريخ «معرض الكتاب الفرنكوفوني»، ترسم تيمته «نقرأ معاً» باللغتين الفرنسية والعربية. هذا المؤشر اللافت هذا العام بنسخة المعرض الـ 23، لم يأت عبثاً. منذ سنوات، تحاول الجهة المنظمة (السفارة الفرنسية) مع شركائها ـــ من «المعهد الفرنسي» إلى «نقابة مستوردي الكتب في لبنان»، والسفارات المعنية من سويسرا إلى كندا وبلجيكا، فيما تشارك السفارة الإيطالية للمرة الأولى هذه السنة ــــ جاهدة لإخراج المعرض من طابعه الفرنسي الضيق إلى أفق أوسع ملوَّن عربياً من خلال الترجمات واستضافة وجوه عربية، واستقطاب شرائح قد لا تكون على علاقة وطيدة مع الفرنكوفونية. ولا شك في أنّ كلام السفير الفرنسي في مؤتمر إطلاق هذا المعرض الأسبوع الماضي يصبّ في هذا الاتجاه، إذ اعتبر أنّ «الفرنكوفونية تكون قوية عندما تكون منفتحة على العالم».22 عاماً... هو عدد السنوات التي ثبتت الموعد السنوي للمعرض، شابها العديد من الأحداث الداخلية والإقليمية. في الأعوام المنصرمة، كان لافتاً الإصرار على إقامة المعرض الثقافي بالرغم من الأحداث الدموية والنيران المشتعلة في المحيط. يبدو اليوم أن التأقلم سيد الموقف، بل اجتاز المنظمون هذا الهاجس، عبر إعادة التركيز على بيروت (المدينة الآمنة إلى اليوم)، كمعبر ومركز لكل الثقافات، وتلاقحها، وصلة الوصل التي تخلقها بين الشرق والغرب. تحضر للمرة الأولى وزيرة الثقافة الفرنسية أودري أزولاي، لترعى هذه الفعالية الثقافية، وإلى جانبها كاتبان مهمان نالا جائزة «غونكور» في السنوات المنصرمة: بيار لومتر (غونكور 2013)، ولوران غوديه (غونكور 2004)، إذ سيقدم الأخير روايته «شمس آل سكورتا»، على أن يكون ضيف الشرف هذه المرة الكاتب والشاعر اللبناني ــ الفرنسي صلاح ستيتيه، مع 3 مواعيد ينتظرها محبّوه (5-6- و7 نوفمبر). سيدشّن بداية هذه الاحتفالية الثقافية مع كلمة تحت عنوان «لا مفرّ من الحوار بين الهويتين الثقافيتين العربية والفرنسية» (5/11 ـــ س:15:00)، يعقبها في اليوم التالي ندوة بعنوان «تراجيدية المتوسط اليوم: أسئلة وآفاق» (6/11 ـــ س:17:00)، على أن يكون الموعد الثالث مع قراءة شعرية (7/11 ــ س:18:00) من ديوانهL’été du grand nuage .
يشهد يوم الافتتاح صدور الترجمة العربية (دار الفارابي) للرواية التي فازت بـ «غونكور/ خيار الشرق» العام الماضي

الموعد الثابت كما في كل عام في «معرض الكتاب الفرنكوفوني»، مع إعلان الفائز/ة في جائزة «لائحة غونكور/ خيار الشرق»، التي تنظمها «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية»، بالتعاون مع «المعهد الفرنسي». إنها النسخة الخامسة، من هذه الجائزة التي تبارى خلالها أكثر من 400 طالب/ة من 11 بلداً عربياً وإقليمياً (من بينها جيبوتي، مصر، الإمارات، العراق، إيران، فلسطين، سوريا، السودان، اليمن)، على 8 روايات أدبية. هذا العام، ترأس الروائية اللبنانية سلمى كجك لجان التحكيم (37 لجنة تحكيم من الطلاب)، وسيُعلَن الفائز/ ة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر ـــ 15:00). على أن يشهد يوم افتتاح المعرض، صدور الترجمة العربية (دار الفارابي) للرواية الفائزة العام الماضي، علماً بأنّها كانت من حظ الكاتبة الفرنسية ناتالي أزولاي عن روايتها «تيتوس لم يكن يحب بيرينيس» (P.O.L). ويلي هذا الإعلان طاولة نقاش حول «الترجمة والجوائز الأدبية»، يشارك فيها كل من أوزلاي، والمترجم والناشرين الفرنسي واللبناني، بحضور عضوة أكاديمية «غونكور» بول كونستان.
مروحة البرمجة هذا العام غنية وتطاول كل الشرائح العمرية من الصغار والمراهقين، مع جناح «الناقد الشاب اللبناني»، المنظّم من قبل «المعهد الفرنسي»، بالشراكة مع وزارة التربية اللبنانية. أكثر من 20 ألف طالب/ة من المدارس الخاصة والعامة، سيستقبلهم هذا الجناح، عبر أنشطة مختلفة من لقاءات بكتّاب وناشرين شباب وأيضاً بأصحاب المكتبات. ستكون بمثابة فرصة لهؤلاء لاختبار متعة القراءة وتدعيم لغتهم الفرنسية. وإلى الكبار والمهتمين بالسينما والمسرح وأيضاً بالرسوم المصوّرة، يتّسع هذا العام حيّز الاهتمام بهذه الفنون. في يوم افتتاح المعرض، سيحجز المسرحي العريق روجيه عسّاف موعداً مع إطلاق كتابه الجديد «المسرح في التاريخ» (يوقعه مساء السابعة ـ جناح لوريون للكتب) الذي عمل عليه عساف لمدة 10 سنوات، وها هو يبصر النور أخيراً. وفي هذا الإطار أيضاً، ستعقد طاولة نقاش حول أحوال المسرح اليوم، بعنوان «مختبر المقاومات» (7/11 ـــ س:19:00)، سيشارك فيها كل من هالة مغنية، قوسي أفويه، محمد القاسمي، وأنزو كورمان، على أن يدير الجلسة المخرج جو قديح.
كما للمسرح، كذلك للسينما حصة مع عرضين: الأول لشريط وثائقي عن حياة الكاتب صلاح ستيتيه (7/11 ــ س:19:00)، والثاني عن بريجيت بوفنتين (12/11 ــ س:19:00). أما الرسوم المصورة، فلها نكهة خاصة، ولا سيما مع حضور السيناريست المعروف جان فان آم، وبونوا موشار مدير تحرير لـ Casterman BD. وكذلك لمجموعة «السمندل»، حصتها مع إصدار عددها الجديد (ألف باء تاء ــــ 12/11 ــ س: 17:00)، وللمغامر اللبناني ماكسيم شعيا مع توقيع كوميكس Maximum Max (دار هاشيت ــ أنطوان) التي أعدّها الممثل طوني أبو جودة (5/11 ـــ س:17:00). ومن الكوميكس إلى الرقص المعاصر مع طاولة مستديرة تركز على وضعه في لبنان وسويسرا (11/11 ــ س:20:00) بمشاركة آن دافييه، وكارولين كوتو، والزميل بيار أبي صعب، يليها توقيع كتاب «الرقص المعاصر في سويسرا: 1960 ــ 2010» لآن دافييه (س:20:30 ــ مكتبة أنطوان).
«ارسم لي المتوسط»، عنوان المعرض الذي سيقام في هذه الفعالية الثقافية. مساحة تعبيرية مشتركة لمحاولة قراءة وفهم التحديات الكبرى التي تحيط بنا من البيئة إلى مستقبل الشباب وحواجز الهجرة أيضاً. إلى جانبها، تحضر الموسيقى لكن بإطار نقاشي حواري، إذ ستنظّم ندوتان ضمن «اللقاء الدولي التاسع للجامعة الأنطونية ومعهد الأبحاث في علم الموسيقى» (فرنسا) بالشراكة مع «الوكالة الجامعية للفرنكفونية»: الأولى حول «الموسيقى، اللغة، المعنى» (6/11 ـــ س:17:00)، والثانية تحت عنوان «معنى التقاليد في الشرق الموسيقي» (8/11 س:17:00).

www.sdlivrebeyrouth.com