من السائد أن يندرج ذوو الاحتياجات الخاصة ضمن الفئات المهمشة في المجتمع الذي يحاول جاهداً إظهارهم كعبء على البقية، ضارباً عرض الحائط بكل مفاهيم حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية. في فيلمه «هيك قالوا» (26 د.) الذي أنتجه «اتحاد المقعدين اللبنانيين»، يقارب المخرج اللبناني ماهر أبي سمرا معاناة هذه الفئة، ويذهب بنا إلى منطقة أكثر بعداً وتهميشاً... إلى بعلبك.يطل الشريط على أحوال ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال شهادات حيّة لهم، إذ يروي هؤلاء بألسنتهم طرق التمييز التي تمارس بحقهم، من المنزل مروراً بأماكن الدراسة غير المجهزة لوجستياً، وصولاً إلى سوق العمل الذي يخالف المواثيق الدولية برفض تشغيلهم. أبطال «هيك قالوا» مجموعة شابات وشبّان، يعانون من إعاقات مختلفة، فيما يأخذنا المخرج عبر كاميرته ضمن كادرات ضيّقة بسيطة، ليلتقط أدق كلمة وحركة يعبّر فيها هؤلاء عن نظرة المجتمع التمييزية بحقهم، ووضعهم ضمن أنماط ضيقة لا ترقى إلى مستوى طموحاتهم. «هيك قالوا» صرخة وجع ممزوجة برسالة واضحة إلى كل الشرائح المجتمعية بضرورة الالتفات إليهم إنسانياً في الدرجة الأولى، مثل البقية، وأيضاً إلى حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية الطبيعية، وإلى كفّ يد الإعلام عن استغلالهم وترداد مصطلحات مهينة بحقهم. لهذه الغاية، وبغية إيصال هذه الصرخة إلى المعنيين، يدأب «اتحاد المقعدين اللبنانيين» من خلال إنتاج هذا العمل على تعميمه على وسائل الإعلام والجامعات أيضاً. المحطة الأولى ستكون نهار الثلاثاء المقبل في «الجامعة اللبنانية الأميركية»، لعرض هذا الشريط أمام الطلاب.

عرض فيلم «هيك قالوا»: الثلاثاء 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ــ 20:00 ــ قاعة «إيروين» في LAU (قريطم ــ بيروت). للاستعلام: 76/924531