خرجت المغنية اليمنية أروى في إحدى حلقات برنامجها «خليها علينا» (كل إثنين 9.30 على mbc) لتسخر من المطربة السورية أصالة نصري، وتحديداً من شارة برنامجها «صولا» كونها تظهر فيها وهي تعدو جرياً على شاطئ بحري، من دون أن تدرك أو ينبهها أحد من فريقها المحترف إلى حجم الخطأ الفادح الذي ترتكبه. فزميلتها السورية عانت في صغرها من شلل الأطفال، وكان السير على قدمين معافيتين حلماً بالنسبة إليها.
لذا اختارت في برنامج حمل اسم دلعها وقدمته بأسلوبها، أن تكون شارته بمثابة مونولوج نفسي عميق يحاكي إعاقتها القديمة بطريقة ذكية ومعبرة، وربما تكون محفزة لمشاهدين يعانون من المشكلة ذاتها عساهم يمتلكون الاصرار على الشفاء... لكن إذا بأروى تسخر من كل ذلك! عندها قلنا بأنّ البرنامج ومقدمته لا يؤخذان على محمل الجدّ ولا يستحقان التوقف عندهما بحالة نقدية. لكن ما حصل في حلقة أول من أمس تعدى حدود المقبول. استضافت المغنية المشهورة النجم السوري عبد المنعم عمايري وراحت تطرح عليه الأسئلة ذاتها التي طرحناها عليه في حورانا الأخير معه (الأخبار- ملحق «ويك أند» 9/5/2015) فإذا به يعيد الأجوبة نفسها بطريقة استهلاكية تنسجم مع روح التلفزيون. طبعاً، نسي فريق الإعداد ومعه المقدمة الإشارة إلى المصدر، وهو ما تفعله عادة المواقع الإلكترونية المغمورة، وربما لم يسبق للشبكة السعودية أن اتبعت سياسة «القص لصق» إلا على زمن أروى وتقليدها المنفّر، وثقتها المطلقة بخفة ظل تفتقد الحد الأدنى منها.

حلّ عبد المنعم عمايري
ضيفاً على أروى

من جهة ثانية، لم يكن الضيف بأحسن حالاً من مضيفته، بخاصة أنّ نجم «غداً نلتقي» (أبو ظبي- lbci-ldc) نكث عند أول فرصة الوعد الذي أطلقه لجمهوره من خلال حوار مسجّل أجراه معنا قال فيه عن برنامج «شكلك مش غريب» الذي حصد جائزته أنّ «التجربة لن تتكرر ولن أعيد الغناء أو التقليد نهائياً». فإذا به يدخل استديو mbc مقلداً ببراعة جورج وسوف ويغادره متقمصاً بعناية ملحم بركات، مذكراً بما قاله لنا ومبرراً ذلك بـ»غلاوة أروى وبرنامجها». وهنا تجدر الإشارة إلى المبالغ الضخمة التي تدفعها القناة الخليجية مقابل إطلالة النجوم على شاشاتها.
لم تقف القصة عند هذا الحد. عندما سألته أروى عمن خرّج من النجوم السوريين، قال: «أنا أستاذ جامعي درّست أهم نجوم سوريا»، تأمل الممثل المبدع قليلاً في الأفق وصمت لبرهة ثم عدد أسماء تصغره بسنوات فقط وهي: باسل خياط، وقصي خولي وسلافة معمار. هذه الأخيرة هي ذاتها التي طالبها العمايري بشكل غير مباشر بالتوقف عن نكرانه كونه أول من منحها فرصة حقيقية على المسرح على حدّ زعمه. لكن ماذا حلّ بالنجم التلفزيوني في اللحظة التي ذكر فيها أسماء تخرّجت على يد الفنان العالمي غسان مسعود وهو من علّم العمايري نفسه فن التمثيل أصلاً وكان أستاذه في «المعهد العالي للفنون المسرحية» ثم منحه فرصة ذهبية مهدت له الطريق كمخرج مسرحي عندما قبل كأستاذ أن يقف على خشبة يديرها تلميذه في مسرحية «صدى» عام 2001؟ لم يعد اسم مسعود يُذكر في كل لقاءات العمايري الأخيرة حتى عندما يحرّف التاريخ. ترى كيف يكون الوفاء يا «أبو سلمى»؟