في ردّ منه على طلب وزير الإعلام ملحم رياشي إجراء «المقتضى القانوني» بشأن كليب ميريام كلينك، لتضمنه «إيحاءات جنسية فاضحة»، و«استغلالاً للطفولة لإيصال رسائل غير أخلاقية»، تحرّك وزير العدل سليم جريصاتي أخيراً، وطلب منع عرض «فوّتت الغول»، وسحبه من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تحت طائلة تغريم المخالف مبلغ 50 مليون ليرة.
هذا الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ لبنان ــــ مع سذاجة تنفيذه بسبب صعوبة ضبط عالم السوشال ميديا، ومتفرعاته الإلكترونية ـــ أثرّ بشكل عام على الإعلام الذي امتنع عن عرض مقتطفات من الكليب، واستعاض عن ذلك بنشر صور ثابتة منه، مع تمويه لصورة الطفلة. كما أثرّ أيضاً على البرامج الساخرة. فقد دوّن سلام الزعتري (برنامج bbchi)، على صفحته الخاصة على فايسبوك أنّه بسبب هذا القرار، «تشقفت» حلقته. وفي اتصال مع «الأخبار»، شرح لنا أنّه اضطر لاستخدام صور ثابتة من الكليب المذكور، بعدما كان مقرراً عرض لقطات مصورة منه، خوفاً من التغريم المالي والقانوني. ولفت إلى أن الفقرة في برنامجه جمعت ما فعله جو معلوف في «هوا الحرية» على lbci الأسبوع الماضي، من عرض لفيديوات جنسية لصاحبها المبتز جوزيف المعلوف، الى جانب شريط عارضة الأزياء الأخير، بصفتهما يندرجان تحت عنوان «البورنو». كذلك، اضطر الفريق لتعديل النصوص المرفقة، التي لن تتلاءم اليوم مع الصور الثابتة لأنها متصلة مباشرة بلقطات الفيديو. حلقة bbchi أمس على lbci، كانت تنوي استضافة ميريام كلينك، وهذا الأمر لم يحصل، فوفق الزعتري، طلبت عارضة الأزياء منه مبلغ 100 ألف دولار لقاء هذه الإطلالة، إضافة الى إجبار فريق الإنتاج في البرنامج على دفع مبلغ لقاء اتصال هاتفي معها (كل دقيقة 3$). وبعيداً عن حلقة أمس من البرنامج الساخر، يحضّر الزعتري وثائقياً عن «الثقافة الجنسية» كما يكشف لنا (تُعاونه الصحافية جويل بطرس)، وسيعرض لاحقاً في البرنامج عينه. يتحدث الشريط عن تاريخية هذه الثقافة وتحولاتها في المجتمع اللبناني، وفي الإعلام والأغنيات المصورة، ليربطها بالواقع اليوم، كيف أضحى الناس يلهثون وراء الإثارة الجنسية ويروّجون لها، فيما يهملون قضاياهم المعيشية الملّحة مثل قوانين الانتخاب لصالح هذا النوع من الإسفاف.