في دورتها الـ 13، تتجاوز «شاشات الواقع» مآسي العالم الواقعية، رغم تظهير بعضها. يدعو المهرجان السينمائي الذي ينظمه «المعهد الفرنسي في لبنان» بالتعاون مع «جمعية متروبوليس» سبعة أفلام تسجيلية عالمية ولبنانية أنتجت بين عامي 2016 و2017، تطال تطوّر الأرض والسينما الفرنسية، والسياحة الأوروبية إلى جانب أزمة اللجوء العالمية.
ابتداء من مساء الخميس 4 أيار (مايو)، تستضيف سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ بيروت) أفلاماً تحمل تواقيع أبرز الوجوه السينمائية في العالم مثل المعلم الأميركي تيرانس ماليك في رحلته الزمنية الفلسفية إلى الأرض الأم، والفرنسي برتران تافيرنييه الذي يلقي نظرة حميمية على السينما الفرنسية وروادها عبر قرن من الزمن في رائعته «رحلتي عبر السينما الفرنسية» التي تمتدّ على أكثر من ثلاث ساعات. بعيداً عن الواقع، تحتفي هذه الدورة بالسينما الفرنسية أيضاً من خلال «لوميير! المغامرة تبدأ» لمدير «مهرجان كان السينمائي» تييري فريمو الذي يستعيد بدايات السينما من خلال تجربة الأخويين لوميير. يضيء المهرجان الذي يستمر حتى 9 أيار المقبل، على أزمة اللجوء من خلال «نار في البحر» لجيانفرانكو روزي الذي خطف جائزة «الدب الذهبي» في الدورة 66 من «مهرجان برلين السينمائي الدولي». كما يظهّر استباحة الأوروبيين للقارّة السمراء وثرواتها الحيوانية في شريط «سفاري» العنيف للنمسوي أولريتش زيدل، الذي يستكمل كشف ممارسات الرجل الأبيض بعدما أطلقه في ثلاثيته «جنة». أما محلياً، فيقدّم المخرج اللبناني بانوس أبراهميان «يباندجو» (29 د) وجهاً آخر لبلدة عنجر الواقعة على الحدود اللبنانية السورية، بين تاريخ الأرمن والحرب السوريّة

* «شاشات الواقع»: بدءاً من 4 حتى 9 أيار (مايو) ـ «متروبوليس أمبير صوفيل».


«رحلة الزمن» ــ تيرانس ماليك


■ الإفتتاح مع باكورة تيرانس ماليك الوثائقية «رحلة الزمن» (90 د) الذي يعدّ أكثر من مجرّد رحلة عبر تاريخ الأرض. في الشريط، سيرافق صوت كايت بلانشيت صوراً من سيرورة الكون منذ البداية حتى الفناء، من النجوم والمياه، والشمس والكواكب والنجوم. «اليوم ستشاهد فيلماً يظهر قصة الكون، من ولادة النجوم وصولاً إلى المدن الحديثة اللامعة في الليل» يقول الصوت في بداية الفيلم. وفق توصيفه، أراد المعلم الأميركي أن ينجز تسلسلاً كرونولوجياً للأرض وللكائنات الحية وتطوّرها، ضمن عمل بصري بامتياز، هو مجموعة من الكولاجات البصرية المتحرّكة والمجرّدة التي تترافق مع موسيقى كلاسيكية لبيتهوفن. ومن خلال هذا التطور البيولوجي والفيزيائي للكون، يغطي الشريط الذي أطلق في«مهرجان البندقية السينمائي» عام 2016، بعض الأسئلة الدينية والفلسفية.
4/5 ــ س: 20:00

«يباندجو» ـ بانوس أبراهميان


■ بعيداً عن الطابع السياحي لبلدة عنجر، يستكشف «يباندجو» (29 د) للمخرج للبناني بانوس أبراهميان وجهاً آخر للبلدة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية. يشكّل الأرمن غالبية سكان تلك البلدة البعيدة. لا تغيب هذه الوقائع عن الشريط التسجيلي القصير الذي يتماهى فيه تاريخ بلدة عنجر مع تاريخ الأرمن، ومع حقبة الكفاح المسلح. سيجد هذا الماضي استمراريته مع الأحداث السورية، التي دفعت بعدد كبير من السوريين للجوء إلى عنجر. يلتقط الفيلم الذي شارك في مهرجانات دولية ومحلية، الآراء والمشاعر المتضاربة التي تسيطر على سكان المنطقة، وخوفهم وتعاطفهم في الوقت نفسه مع القادمين الجدد. هكذا يرصد الإيقاع اليومي للبلدة بين الماضي والحاضر، وتنوعها الديموغرافي. يلي عرض «يباندجو» شريط «حجر وعصفور» لفولغا (2017 ــ 61 د).
5/5 ــ س: 20:00

«نار في البحر» ــ جيانفرانكو روزي


■ بعدما أخذته السينما التسجيلية إلى صحراء كاليفورنيا وأعماق سوق المخدرات المكسيكية وضفاف نهر الغانج، حط المخرج الإيطالي جيانفرانكو روزي في جزيرة «لامبيدوزا»، لإنجاز فيلمه «نار في البحر» الحائز جائزة «الدب الذهبي» في الدورة 66 من «مهرجان برلين السينمائي الدولي». من هذه الجزيرة التي تشكّل رمزية لقوافل اللاجئين اللاهثين وراء النجاة من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، يوغل المخرج الإيطالي في أزمة اللجوء وعبور اللاجئين البحر المتوسط. أمام هذه المأساة البشرية، يتجلى الخيار الحميمي لدى روزي عميقاً في الشريط. يقدّم روزي بورتريهاً شخصياً ليوميات الطفل صاموئيل على الجزيرة القريبة من الساحل التونسي وصقلية، بينما تلاحق عدسته اللاجئين على السفن الهشة في البحر المتوسّط.
5/6 ــ س: 20:00

«رحلتي عبر السينما الفرنسية» برتران تافيرنييه


■ استلهم برتران تافيرنييه رائعته السينمائية من شريطي مارتن سكورسيزي «رحلة شخصية عبر الأفلام الأميركية» (1995)، و«رحلتي عبر السينما الإيطالية» (1999). لكن المخرج الفرنسي والناقد الموسوعي يأخذنا إلى محطات أساسية من السينما الفرنسية في شريطه «رحلتي عبر السينما الفرنسية» الذي يمتد لأكثر من ثلاث ساعات (2016 ـــ 191 د). تافيرنييه الذي كرّمه «مهرجان البندقية السينمائي» عن مجمل أعماله عام 2015، لا يتخذ مساراً توثيقياً أو موسوعياً. ينجز سيرة شخصية جداً للسينما الفرنسية من الثلاثينيات حتى السبعينيات. هكذا تبدو مشاهد أفلام جاك بيكر ورينوار وجوليان دوفيفييه وجاك ديمي، وجان فيغو ومخرجين آخرين، كمشاهد حية قام بمنتجتها بذكاء حول مواضيع كانت تشغل المخرجين حينها، ولا تزال مستمرة حتى اليوم رغم التحولات الكبيرة مثل ظروف المرأة والعمال.
7/5 ــ س: 19:00

«سفاري» ــ أولريتش زيدل


■ لا يتوقّف أولريتش زيدل عن نكئ ممارسات الرجل الأبيض النفسية والجنسية والعقائدية. بعد ثلاثيته «جنة» (2012)، التي تتبع السياحة الجنسية في كينيا وزبائنها الأوروبيين، ينصرف المخرج النمسوي هذه المرّة إلى وجه آخر من وجوه استباحة أفريقيا وثرواتها البشرية والطبيعية والحيوانية. في شريطه التسجيلي «سفاري» (2016 ــ 91 د)، يلاحق وجهاً مغايراً للرجل الأبيض في فيلمه الصاخب والعنيف. عبر اللقطات الثابتة بما يشبه البورتريهات الفوتوغرافية، يقدّم زيدل أبطاله، صيادين نمسويين وألمان آتين إلى أفريقيا لممارسة هوايتهم أو رياضتهم المفضلة: صيد الحيوانات. بتوجّه سينمائي لا يقل وحشية عن هذا الصيد العشوائي، يظهر زيدل قتل الزرافات والحمير الوحشية وغيرهما من الحيوانات التي تقع فرائس الرجل الأبيض ورفاهيته في ناميبيا.
8/5 ـــ س: 20:00

«لوميير! المغامرة تبدأ» تييري فريمو


■ محطة مع تييري فريمو الذي يأخذنا إلى بدايات السينما على يد الأخوين الفرنسيين لوي وأوغست لوميير. في وثائقي «لوميير! المغامرة تبدأ» (2016 ــ 90 د) يصطحبنا المخرج الفرنسي ومدير «مهرجان كان السينمائي» إلى بداية المغامرة عبر الصور التاريخية لفرنسا والعالم في بداية القرن العشرين، والسرد الشفوي الذي يمزج السخرية بالشغف. إنها سيرة استثنائية للأخوين اللذين أطلقا مغامرتهما عام 1895 في مدينة ليون الفرنسية، وصنعا أول فيلم في التاريخ. هناك لقطات واقعية بالأبيض والأسود لسائق الدراجة وغيرها من اللقطات/ الكنوز التي يحويها «معهد لوميير» الذي يتولى فريمو إدارته. يرفق فريمو مشاهده الممنتجة والمعدّلة بمعلوماته الموسوعية كناقد سينمائي وسينيفيلي عتيق.
9/5 ــ س: 20:00