رغم مرور 29 عاماً على وفاتها، لم يعرف لبنان حتى الآن فنانة كوميدية ومونولوجيست من طراز فريال كريم. فيرا بشارة سمعان التي تركت الحياة في المكان الأحب إلى قلبها، أي المسرح، حفرت اسمها في الذاكرة الفنية اللبنانية، ومكرّسة نفسها فنانة لا تتكرّر.
نظراً إلى أهمية هذه «الفنانة بالفطرة» في المشهد الفني والذاكرة اللبنانيَيْن، سيخصّص لها «متروفون» حلقات شهر أيّار (مايو) الحالي الثلاث، بدءاً من الليلة في «مترو المدينة». بعد سهرات سلّطت الضوء الشهر الماضي على المطربة نجاح سلام، حان موعد «ست زمرّد» التي تغلّبت على الصعاب وواجهت التحديات من أجل خوض غمار الفن الذي كان يجري في عروقها. في العام الماضي، وُلد مشروع «متروفون» بهدف إعادة إحياء واستحضار أرشيف الإذاعة اللبنانية الغني، وجزء من التاريخ الغنائي اللبناني المنسي والمُهمَل. البداية كانت مع وداد، قبل الانتقال إلى الديو الشهير محمد جمال وطروب، ومن ثم إلى سمير يزبك بعد أشهر قليلة من موته إثر صراع مع السرطان، فالصوت الرائع منى مرعشلي بعيد وقت قصير على وفاتها أيضاً. المحطة التالية، كانت من نصيب نور الهدى، تبعها الملحّن والمغنّي وعازف العود الفلسطيني الأصل حليم الرومي، وأخيراً نجاح سلام.
محبّو فريال كريم، سواء من عرفوها أو تربّوا على أعمالها، سيمنحون فرصة العودة إلى زمنها الجميل، عبر باقة منوّعة من العناوين ذات الروح الناقدة التي أدّتها كمونولوجيست بخفّة دم عالية رغم محدودية قدراتها الصوتية، ولا يزال يعيش على أمجادها فنانو اليوم.
11 أغنية اختارها القائمون على «متروفون»، سيسمعها الحضور بصوت ياسمينا فايد، هي: «ختيار وصابغ شعراته»، و«قرقورك يا بديعة»، و«خبّي ابنك يا حجة»، و«مطار أورلي» (كلمات وألحان الياس الرحباني الذي شاركها في غنائها)، و«برّات البيت عاملي عنتر» (كلمات وألحان الياس الرحباني)، و«دير بالك لحماتك» (كلمات منير عبد النور، وألحان ملحم بركات)، و«فالنتينو»، و«بتذكر حد الشط»، و«حبيبي بحب التشّ»، و«عم بيزعلني لِلو» (ألحان ملحم بركات)، إضافة إلى شارة مسلسل «الدنيا هيك» (1976) التي حملت الاسم نفسه. وسيرافق ياسمينا في السهرات التي يقدّمها المخرج هشام جابر، الموسيقيون: بشّار فرّان (كونترباص)، وسماح بو المنى (أكورديون، وكيبورد)، وفرح قدّور (بزق)، وأحمد الخطيب (إيقاع).