كما في كلّ عام في رمضان، يستعد «مسرح المدينة» لاستقبال سلسلة من الأمسيات الموسيقية الشرقية. خمس حفلات تنطلق أولاها مساء اليوم مع طلاب القسم الشرقي في «المعهد الوطني العالي للموسيقى»، الذين سيقدّمون بقيادة فادي يعقوب مجموعة ألحان أعدّها موسيقياً شربل روحانا. تحت عنوان «الهوى شرقي»، سيجتمع الليلة على المسرح ما بين 40 و45 عازفاً، جميعهم من طلاب الموسيقى الشرقية في الكونسرفاتوار، مع آلات العود والنفخ. في اتصال مع «الأخبار»، شرح يعقوب أنّ البرنامج يتضمّن موسيقى منوّعة، من دون أي مرافقة غنائية، علماً بأنّه سيتولّى مهمّة التوزيع الإيقاعي، كما أنّه يرافق هذه الفرقة الاوركسترالية منذ مدّة في حفلات تُنظم في مختلف المناطق اللبنانية. تمرّن الموسيقيون على أداء نحو عشر مقطوعات، من ضمنها مدلي لعدد من الألحان المعروفة، التي تنتمي إلى المقام نفسه. من أعمال روحانا التي سنسمعها في الأمسية «غمز» و«منارة» و«صبايا».
ومن الربيرتوار الشرقي الشعبي، سيكون هناك مدلي للـ«بنت الشلبية» و«الحلوة دي»، ومجموعة «فيليمونيات» (أغنيات من تأليف فيليمون وهبة). كما ستتخلل الأمسية لوحات فولكلورية. «خيار البرنامج الموسيقي البحت جاء لإبراز دور الآلات الموسيقية والعازفين في الحفلات. فهي ليست مجرّد مرافقة للصوت. والتوزيع الذي اعتُمد يسلّط الضوء على براعة هؤلاء الطلاب في العزف، كما أنهم مُنحوا مساحة للارتجال أيضاً»، يقول يعقوب. ويضيف: «باتت المشاركة في حفلات موسيقية أمر إلزامي لطلاب الموسيقى المتقدّمين في الكونسرفاتوار، بعد السنة الرابعة، أو قبل، إذا كان الطالب يتمتع بموهبة استثنائية». أما غداً، فنحن على موعد مع نسرين حميدان (الصورة) في أمسية تحمل عنوان «أغاني الزمن الجميل»، بالتعاون مع أوركسترا «جمعية لبنان السلام» وبإدارة وليد بو سرحال. اختارت حميدان أن تتبع خطاً طربياً شرقياً في مسيرتها الغنائية. وهي تتمتع بثقافة عالية في أكثر من مجال. تعلّمت أصول الغناء الشرقي في «المعهد العالي للموسيقى»، حيث نالت شهادة بدرجة ممتاز. وقدّمت حفلات عدّة في لبنان والعالم. وشاركت أيضاً في مسرحية لجواد الأسدي، وأخرى لنضال الاشقر. بمعزل عن ذلك، حميدان حائزة إجازة في علم النفس، و»دبلوم» في التربية الموسيقية. أعدّت من أجل حفلتها في «مسرح المدينة» مجموعة مقطوعات قديمة من ألحان زكريا أحمد، مثل «يا صلاة الزين» و«برضاك يا خالقي» و«الورد جميل»، إضافة إلى عدد من ألحان فريد الأطرش بينها «عليك صلاة الله» و«بقى عايز تنساني» وموال «يا ديرتي»، فضلاً عن أغنيات أخرى على غرار «أخذوا الريح»، و«حوّل يا غنام» و«حيرانة ليه».

تحيي تيريز حواط
أمسية طربية بمشاركة
ابنها سامي حواط
ترافق حميدان «جمعية لبنان السلام» التي تأسست سنة 2010، وتتألف من مجموعة شبان وشابات، هدفها نشر الموسيقي العربية التراثية والحديثة، مركّزة على الموسيقيين الذين أغنوا المكتبة العربية بأعمالهم. تتابع الأمسيات الرمضانية في 2 تموز (يوليو) المقبل مع المطربة تيريز حوّاط التي ستقدّم أغنيات طربية فحسب، بمرافقة عازف القانون محي الدين الغالي، وبمشاركة ابنها الفنان سامي حواط. يرى منظمو الحدث أنّ حواط، وبرغم موهبتها الاستثنائية، لم تُعط فعلاً حقها. فهي تتمتع بصوت رائع وبأداء طربي لافت قلّما نسمعه. وهي لا تكثر من الإطلالات في الحفلات الموسيقية، مع أنّها لطالما عشقت الطرب والغناء، كما أنّ صوتها جذب المحبّين والنقاد معاً. عملت عن كثب أخيراً مع ابنها، وشاركا معاً في أكثر من حفلة. من ناحية أخرى، وبعد ابتعاده عن الطرب والشرقي لفترة ودخوله مجال الروك، عاد ابن الفنان صباح فخري أنس للمشي على خطى والده. سيقدّم سهرة قدود حلبية (9/7) يستعيد فيها هذا التراث. رفض أنس فخري أن يستخدم نجاح والده من أجل الانطلاق، لذا تبنّى لفترة اسم عائلته الأصلي أبو قوس. فجال بين عوالم الروك والجاز وحتى الأوبرا، ليعود إلى حبّه الأوّل: الشرقي.
أما «شيوخ الطرب»، الذين سبق أن استضافتهم الأمسيات الرمضانية في «مسرح المدينة» العام الماضي، فعائدون لإحياء التراث الموسيقي (11/7)، في أمسية أخرى مخصّصة للقدود الحلبية. المجموعة التي تتألّف من فهد رسلان، وأحمد السيّد، وإبراهيم فارس، وملهم خلف، عُرفت بتقديمها التراث السوري، وخصوصاً القدود. سيعود المطربون الأربعة لتقديم برنامج شبيه بالذي قدّموه في 2014 مع بعض التغييرات والإضافات. على صعيد آخر، أدرج المنظمون حفلة إضافية لم تكن واردة في البرنامج الأصلي. ففي 3 تموز، يستضيف الصرح البيروتي عازفة الهارب التركية شيرين بانجار أوغلو. تعدّ العازفة من الموسيقيات البارزات في بلادها، وتُنسب إليها إعادة تعريف الجمهور على آلة الهارب هناك. وهي تكتب مقالات تربوية موسيقية، ونقداً في الجرائد. الحفلة ستُقام في إطار التعاون مع «المركز الثقافي التركي»، وتأتي كإضافة ورغبة في الانفتاح على ثقافات موسيقية أخرى، بعدما كان التركيز في السنوات الأخيرة على الموسيقيين اللبنانيين والسوريين خصوصاً.

* رمضانيات: من اليوم حتى 11 تموز ــ الساعة التاسعة والنصف مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010