القاهرة | لم تمرّ ساعات على إطلاق «نقابة الممثلين المصريين» بيانها المثير للجدل حول دراما رمضان وبرامج المقالب، حتى قامت ثورة غضب من النقاد والصحافيين والفنانين ضدّ البيان جملة وتفصيلاً. التنديد المستمرّ ببعض التجاوزات التي تشهدها الدراما المصرية، والنقد الدائم لبرامج المقالب والمطالبة بتوقّفها، كل ذلك لم يمنع النقاد والفنانين من رفض البيان الرسمي الصادر عن أوّل اجتماع لمجلس نقابة الممثلين بعد انتخاب أشرف زكي نقيباً أخيراً.
حاكَم البيان الأعمال الفنية «أخلاقياً»، وبدا كأنّ أعضاء النقابة يريدون الجلوس محلّ الرقيب، مع العلم أن بعض أعضاء المجلس يشاركون في غالبية المسلسلات التي رفضها البيان. وكان مجلس النقابة طالب أعضاءه في البيان المذكور بـ «مقاطعة الأعمال متدنيّة المستوى، وعدم التورّط في إفساد الذوق العام وتشويه الخطاب الاجتماعي».
وندّد البيان بما «وصلت إليه برامج المقالب التي تعرض ألفاظاً معيبة تسيء إلى أخلاق المبدعين، وتقدّم للجمهور نماذج سلبية من السلوك الذي لا يُراعي الأخلاق العامة، بالإضافة إلى إثارة الرعب والتحرّش وحرق الأعصاب، وتصوير المبدعين على أنهم مرتزقة ويقبلون أيّ شيء حتى الإهانة من أجل المال». ثم انتقل الحديث إلى الدراما، فأكّد البيان أنّ «بعض الأعمال تعرض مشاهد العري بصورة وقحة وغير مبرّرة درامياً وعلى طريقة الكباريه، ما يفسد الذوق العام، ويخلط الإبداع المتحرّر في أذهان الجماهير بالإثارة الرخيصة».

بيان نقابة الممثلين ندّد بمضمون الأعمال الذي «يشوّه صورة المرأة»

من جهته، اعتبر الممثل أحمد وفيق أحد أبطال مسلسل «تحت السيطرة» (تأليف مريم نعوم وإخراج تامر محسن) الذي يلقي الضوء على قضية المخدرات لدى الشباب، الردّ على البيان بأنه من «المفطرات في رمضان». بدوره، طالب المخرج محمد حمدي بإطلاق لقب «نقابة داعش» على «نقابة الممثلين»، متهماً أعضاء المجلس بأنهم «يعانون من البطالة، فتفرّغوا للهجوم على المسلسلات والبرامج».
وتولّى الناقد طارق الشناوي إطلاق النيران العنيفة ضدّ البيان، فقال في تصريحات تلفزيونية إن «البيان يضرب الفنّ في مقتل، وأن النقابة لعبت أسوأ أدوارها بإصداره الذي جاء بعد أيام من بداية شهر رمضان. كان ممكناً أن تستدعي النقابة الممثلين المخالفين وتحقّق معهم، وتطلب منهم عدم التجاوز بدلاً من التعميم الذي يساعد في شيوع صورة سلبية للفنّ في المجتمع، ويقول البعض حينها إن النقابة بنفسها تعترف بذلك». وطالب الشناوي من أشرف زكي تطبيق البيان ذاته على المسلسلات التي يشارك فيها هو وزوجته روجينا لتنشر بعض المواقع لاحقاً تقارير توضح فيها أنّ زكي وزوجته يمثلان في بعض المسلسلات التي تطاردها تهمة «الابتذال». في السياق نفسه، ردّ زكي بأنّ «النقابة ليست ضدّ الفن وإنما ضدّ قلّة الأدب». وجاءت الأزمة الجديدة لتضيف المزيد من الملح إلى جرح غائر سبّبته تصريحات الممثل محمد صبحي الذي اتهم مسلسلات رمضان بالتركيز على «شخصية فتاة الليل بما يسيء للسيدة المصرية».