وحده القدر من رسم وأخرج الحلقة الأخيرة من «أحمر بالخطّ العريض» الذي يقدّمه مالك مكتبي (مع فريق عمل نشيط، على رأسه رئيس التحرير جورج موسى) وعرضت على شاشة «المؤسسة اللبناني للإرسال» في ليلة وداع 2016. فالنهاية لم تكن متوقّعة أبداً، لدرجة أن فريق العمل أحاط الحلقة بالسرية كي لا يتمّ تسريب النتيجة إلى الصحافة. صحيح أنه مرّ على بثّ الحلقة ثلاثة أيام، لكن لا تزال أصداؤها مرسومة على وجوه المشاهدين. حلقة مؤثرة من جميع النواحي، وكانت أشبه بفيلم ربما نشاهده في الخيال، واختلطت فيها مشاعر الحبّ والفرح والحزن.
كان يمكن أن تكون قصّة اللبنانية زينب بلوط التي تبحث عن والدتها السريلانكية ديبا دارميسيري منذ سنوات، عادية أو متوقعة فور لقائها بالأمّ التي لم ترها يوماً. لكن الموت يفعل المعجزات دائماً، فحوّل القصة من جميلة بلقاء الأحبة إلى حزينة بفراق الوالدة بعد 42 يوماً على احتضان ابنتها. 42 يوماً، تختصر عمر الفتاة العشرينية التي حرمت من أمّها منذ الصغر، وعاشت مشاعر متضاربة حول الأسباب التي دفعت أمها إلى التخلّي عنها. تتشابه أحداث «أحمر بالخطّ العريض» مع رواية «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي، ولو من ناحية الخطوط العريضة وحسب. فالرواية تلقي الضوء على مساعدة منزل فيليبينية تزوّجت صاحب المنزل حيث تعمل وأنجبت منه طفلاً. هنا، تتخلّص العائلة من الطفل والعاملة. اللافت أن حلقة مالك مكتبي كان ينقصها إلقاء الضوء أكثر على حقوق العاملات في لبنان اللواتي يعانين الأمرّين، ويدفع بهن سوء المعاملة أحياناً نحو الانتحار. فقد أعطى مكتبي الحيّز الأكبر في حلقته لنقل أحاسيس زينب ومشاعرها في رحلة بحثها عن أمها. انتهت الحلقة بنسبة مشاهدة عالية، مطيحة جميع السهرات التي عرضت على الشاشات اللبنانية. لكن يبقى القول إن القدر هو من أشرف على عملية إخراج الحلقة ووضع لمساته الأخيرة عليها.