برمجت إدارة «مهرجان قرطاج الدولي» عرضاً يوم 19 تموز (يوليو) للكوميدي الصهيوني ميشال بوجناح (الأخبار 12/07/2017) المعروف بمواقفه الداعمة للكيان الصهيوني، وبدفاعه الشرس عن جرائم جيش الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني، وبتنكّره لحقّه المشروع في المقاومة وفي تقرير مصيره.
وقد تجنّد البعض طيلة الفترة الماضية للدفاع عن «حقّ ميشال بوجناح في إقامة العرض»، مستندين إلى مبرّرات واهية ومغلوطة كالمحاججة بكون ميشال بوجناح تونسياً له الحق الكامل في العرض على مسارحنا، وأنّ الداعين إلى مقاطعة العرض أو إلغائه معادون لليهود...
وبناء عليه، فإننا كفنّانين تونسيين مناهضين لكلّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع كلّ من يدافع عن هذا الكيان ويناصر جرائمه، نعتبر أن هذه البرمجة هي إساءة بالغة للشهداء التونسيين الذين ضحّوا بحياتهم من أجل عدالة قضية فلسطين وحقّ شعبها في التحرّر من الاستعمار الصهيوني، وضرب لإرث عريق من نضالات التونسيين والتونسيات في كافة المجالات ضد سياسة التمييز العنصري وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ونؤكد أنّه لا علاقة لرفضنا هذا العرض بديانة ميشال بوجناح أو بمضمون عرضه الفنّي. إذ نؤمن أنّ يهود تونس هم مكوّن أصيل من مكوّنات مجتمعنا وأنّهم مواطنون يتساوون مع غيرهم في الحقوق والواجبات. ونعتبر أنّ قضيّة بوجناح والإصرار على برمجته هي سياسية بامتياز، تندرج ضمن سعي بعض الدوائر المحلّية والأجنبية إلى فرض التطبيع على تونس وبقيّة بلدان منطقتنا. موقفنا هذا يتأسس على القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، وعلى توطئة دستور البلاد التي تنصّ بصفة صريحة على دعم حركات التحرر الوطني، وعلى جملة القرارات الصادرة عن الهيئات الأممية التي تصنّف الصهيونية كحركة عنصرية، وينخرط في سياق الحملة العالمية المتصاعدة لمقاطعة «إسرائيل» في المجاليْن الأكاديمي والثقافي.
ولكلّ الاعتبارات المذكورة أعلاه، ندعو كفنانين وناشطين في الحقل الثقافي مناهضين للتطبيع كافّة زملائنا إلى:
- المشاركة في المسيرة التي دعت إليها «الحملة التونسية للمقاطعة ومناهضة التطبيع» والقوى الوطنية أمام المسرح البلدي.
- الحضور والمشاركة بكثافة في العرض الفنّي الذي سيقام في فضاء «مسار» يوم 17 من هذا الشهر، بدءاً من الساعة السادسة مساءً.
الانخراط في مبادرات التصدّي للتطبيع الفنّي والثقافي مع الصهيونية وكيانها الاستعماري في فلسطين المحتلّة، ومطالبة الحكومة بالتعجيل في سنّ قانون يجرّم كافّة أشكال التطبيع.