تفيد المؤشرات المبدئية بأن الموسم الدرامي لرمضان 2018 سيكون عامراً بأعمال مهمة تعيد إلى الصناعة السورية شيئاً من وهجها المفقود، نتيجة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ست سنوات. كذلك ستسجّل السنة المقبلة حضوراً خاصاً لمخرجين سوريين مهمين في الدراما اللبنانية. على الرغم من بلوغ عدد المسلسلات اللبنانية، بما فيها ما يعتمد على كوادر سورية بشكل رئيس، إلى حوالى تسعة وفق إحصائيات الموسم الأخير، إلا أنّ الملامح العامة للنتائج لم تبشّر بانفراجة قريبة. والسبب الجوهري يعود إلى تعاطي العقل الدرامي اللبناني بشكل استهلاكي، وسياحي ساذج، مع مفردات المجتمع في بلاده، لدى تصنيعها حكائياً، ثم التخاذل عن التوغل في شلّال الإشكالات الاجتماعية التي أفرزها تاريخ حافل بالحروب الأهلية وغيرها. لكن الموسم المقبل تبدو عليه بوادر اتخاذ خطوة إنتاجية لبنانية هامة بالاعتماد مجدداً على مخرجين سوريين مكرّسين.
إضافة إلى حضور سامر البرقاوي مع فريقه في جزء ثان من «الهيبة» (تأليف هوزان عكو وإنتاج الصبّاح)، ومحاولة الإفادة من النجاح الجماهيري الساحق للمسلسل، الذي يقلّد عملاً تركياً وفق تصريح منتجه أخيراً إلى الصحافة، سيعود المشاهد لمتابعة قصص «شيخ الجبل» وهو يقارع أعداءه، ويفرض سطوته على منطقته الخارجة عن القانون، التي تحتكم لقانون العشائر.

ومن المفترض أن يكون من بطولة النجم تيم حسن بدون شريكته نادين نجيم، علماً بأن نجم الوسامة السوري سيذهب إلى مصر أولاً لتأدية دور بطولة في مسلسل «أولاد الحاج نعمان» (كتابة مجدي صابر وإخراج أحمد شفيق) بعد انقطاع عن المحروسة منذ إنجازه مسلسل «الوسواس» (محمد ذو الفقار وحسني صالح 2015).

وقّع سيف الدين السبيعي
عقداً لإنجاز مسلسل
لبناني خالص بعنوان «كارما»


كذلك، سافر المخرج السوري سيف الدين السبيعي إلى بيروت، ووقّع عقداً على إنجاز مسلسل لبناني خالص جديد بعنوان «كارما» (كتابة سلام كسيري، ومعالجة درامية رامي كوسا، وإنتاج شركة جديدة هي «إندي مايندز» لصالح قناة mtv). العمل نفسه كانت المخرجة السورية رشا شربتجي، قد اعتذرت عن عدم إخراجه بسبب ظروف شخصية وفق ما أوضحت أخيراً على صفحتها الشخصية على الفايسبوك، ليعود إلى مخرج «الحصرم الشامي». علماً أنّ المشروع كان قد عرض عليه سابقاً من دون إمكانيته للتجاوب حينها، على اعتبار أنه لم يكن يعرف متى سينتهي تصوير مسلسله «قناديل العشاّق» (تأليف خلدون قتلان) الذي عرض في رمضان الماضي. ومن المفترض أن يبدأ السبيعي تصوير مشاهده في بيروت مطلع شهر آب (أغسطس) المقبل.
أما المخرج السوري الثالث الذي ينضم إلى قائمة الشركات اللبنانية العام القادم، فهو الليث حجو الذي اتفّق مع «شركة الصبّاح» على إنجاز مسلسل «جريمة حب» (تأليف رافي وهبي) من بطولة نادين نجيم. ومن المفترض أن يسارع للبدء بالتحضير له فور انتهائه من مسلسله الكوميدي «الجزيرة» (تأليف ممدوح حمادة ـ إنتاج «إيمار الشام» ـ بطولة رشيد عساف وباسم ياخور وشكران مرتجي ومحمد حداقي وأحمد الأحمد وأنس طيارة) وقد بدأ التحضير لتصويره في تونس.
في «جريمة حب»، سنشهد على عودة الشراكة بين وهبي وحجو، بعد تجربة «سنعود بعد قليل» (2013) التي تكللت بالنجاح، بخاصة أنّ المسلسل كان واحداً من الأعمال التي اشتبكت مع المستجد من ظروف السوريين، وواقعهم المأزوم. حينها، اتكأت الفرضية على الفيلم الإيطالي «الجميع بخير» للمعلم جوسيبي تورانتوري.