لكل دورة في «مهرجانات صور الدولية» حكاية. الدورة الأولى عام 1996، صنعها تحدي العدوان الإسرائيلي «عناقيد الغضب» بعد أربعة أشهر من وقوعه. دورة العام الماضي، ميزتها مشاركة الموسيقار ملحم بركات الذي اختتم لياليها، مودعاً الجنوب قبل وفاته بثلاثة أشهر.
أما الدورة الأخيرة التي انتهت ليل أول من أمس، فقد ميزها احتفال الشاب خالد (الصورة) بالليلة ما قبل الأخيرة من المهرجانات وبالذكرى الخامسة والعشرين لمجيئه الأول إلى لبنان. وقوف مغني الراي الجزائري العالمي الأولى على المدرج الروماني الأثري، لم يكن عادياً. طوال ساعتين، أدى أغنيات حفظ اللبنانيون موسيقاها، برغم أن بعضهم لا يفهم معاني كلماتها. «عايشة» و«وهران» و«سي لا في» و«عبد القادر» وأغنيات من التراث الجزائري وموسيقى الراي وشمال أفريقيا. لجنة المهرجانات نظمت للفنان جولة سياحية في المدينة القديمة حيث تناول العشاء قبالة ميناء الصيادين، واعداً بأن يزور صور لاحقاً كسائح.

«لقد ربحنا التحدي». قالت نائبة رئيسة اللجنة رولى عاصي في تقييمها لفعاليات دورة هذا العام التي حملت عنوان «صور بين الذاكرة والحلم». الميزة الرئيسية تمثلت في «حجم الحضور الذي وفد من مناطق بعيدة، ما يعكس حركة السياحة الداخلية المزدهرة».

قدمت السينوغراف
الإسبانية كارمن موتا مشهديات راقصة غجرية وعصرية
فنياً، افتتح المهرجان بأوبريت «صور بين الذاكرة والحلم» الذي وضعه الموسيقار جمال أبو الحسن بمشاركة الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية وكورال الفيحاء وسط مشهدية راقصة وعرض ألوان. عاصي اعتبرت أن أوبريت صور ضاهى بأهميته «أوبريت عايدة» العالمية التي استضافها المهرجان عام 2003. من ثوابت المهرجان أن تخصص ليلة لعرض عالمي، كان من نصيب السينوغراف الإسبانية كارمن موتا التي قدمت عملها «أنطولوجيا»، العبارة عن مشهديات راقصة غجرية وعصرية. الليلة اللبنانية أحياها وائل جسار، فيما أحيا الليلة العربية الشاب خالد. ليلة الشعر العربي، المحطة الثابتة في كل دورة «لأن الشعر لا يقل أهمية عن الفنون الأخرى» قالت عاصي. بالشعر، اختتم المهرجان ليل الأحد الفائت أحياها الشعراء المصري عمر بطيشة، العراقي عارف الساعدي، والسودان محمد عبد الباري، واللبناني باسم عباس. مهرجانات صور التي كانت من أوائل مهرجانات المناطق، تعرضت لانتكاسات أمنية واقتصادية، لا سيما بسبب عدوان تموز 2006 وتداعياته.