ليل السبت الفائت، قدم الفنان أحمد الزين (الصورة) عرضاً مسرحياً قصيراً بعنوان «المنجم» في ملعب بلدة البيسارية في مناسبة العيد الثاني والسبعين للجيش اللبناني. استطاع أن يقنع المتفرجين أن الإرهاق أوقعه أرضاً. وقعت قلوب الحاضرين خوفاً عليه، لا سيما بعدما طلب شربة ماء. لم يكد الحاضرون أن يلتقطوا أنفاسهم حتى نهض مجدداً، مستكملاً المشهد الذي نقلهم من الحزن إلى الغضب والضحك. أسر «ابن البلد» أهالي البلدة الذين لم يعتادوا حضور الفن حياً أمامهم. لكن ابن البيسارية الكاتب محمد النابلسي كتب نص «المنجم» محاكياً الثقافة الشعبية المستوحاة من الإرث الديني العاشورائي ودمجه في أحداث العصر الحالي، ولم يخرج عن المزاج العام الملتصق بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة. العرض قدمه الزين الذي لعب دور حفيد أحد أبطال معركة خيبر الذي أدى دوره وليد سعد الدين.

فؤاد حسن لعب دور المنجّم الذي يوهم الضعفاء بقدرته على استرجاع الحق والأرض بالشعوذة والمال، وهادي طراد لعب دور المفكر الذي أفقده المجتمع والأحداث عقله.

نص «المنجم» يحاكي
الثقافة الشعبية المستوحاة من الإرث الديني العاشورائي

في ختام العرض، شاركت شابات من فريق المتطوعين في مركز الخدمات الإنمائية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في البلدة، بأداء نشيد «موطني».
النابلسي قال لـ «الأخبار» إنّ الفعالية الثقافية التي شارك في إعدادها أهالي البلدة «محاولة جدية للترويج للفن والثقافة بين الناس، لا سيما الشباب واستعادة الأنشطة الفنية والثقافية التي كانت تنظم في كل بلدة وتجمع الطبقات الاجتماعية والفكرية على اختلافها».
الاحتفال الذي نظمته اللجنة الإعلامية في بلدية البيسارية، تخلله عرض فيلم قصير من كتابة النابلسي وتمثيل الزين وختام اللحام بعنوان «البهجة القاتلة» حول الرصاص الطائش إخراج أحمد زين الدين. حضر الاحتفال ممثل عن قائد الجيش العماد جوزيف عون، العقيد وليد مرعب الذي شارك رئيس البلدية نزيه عيد في تكريم عدد من الممثلين والممثلات، إضافة إلى الزين وحسن وسعد الدين وطراد واللحام. وكرَّم أيضاً كلاً من آن ماري سلامة، وروزي الخولي، ولارا خوري، وسامي أبو حمدان، وعدي رعد وسعيد سرحان.