يطرح موضوع تعامل دويري مع العدو مسألة العلاقة الذيلية للفنانين والكتّاب وأصحاب الشأن الثقافي مع أجهزة التمويل والتسويق الغربي والخليجي. ودويري نموذج فاقع للتلميذ النجيب في هذه الحالة. وسلوكياته التي تشبه مزاجيات الأطفال ليست بعيدة عن الانسجام النفعي. هذا في ظل غيابٍ تام لأي سياسة رسمية تدعم الشأن الثقافي. نجد أنفسنا غالباً أمام أعمالٍ رديئة — كيفما قيّمتها — الى حدود الغرابة. تُساير النزعات الفنية الأوروبية المُعاصرة، لكنها تلتزم بسلة تساؤلات استشراقية وبسيطة إذا ما قُيّمت بالعلاقة مع القضايا المحلية. ثم يحدث أحياناً ان نُبلى بضرورة مقاربتها كقضايا «رأي عام» أو «حرية». ودويري يمثّل إحدى الاستراتيجيات المطروحة ضمن هذا الإطار.

ما الذي جعله يذهب إلى كيان العدو، فيما لا تستدعي علاقة الارتزاق بالغرب كل هذا الانبطاح؟ قلة «الموهبة» لا شك، وفشله على الصعيد الفني، المحلي كما العالمي (واضح أنّ الرجل ليس كوستوريكا). ويمكن افتراض حسابات لا سامية معهودة عند بعض المتذاكين المتزلّفين للصهاينة. بمنطق أنّ «اليهود حكّام العالم»، وبالتالي «واسطتهم الى هوليوود أعلى من واسطة نبيه بري». هذا هو صلب العقل الذي نتلمّسه من حديثه عن «الآخر» و«الطائفة العدو». وقد تكون شعبوية من هذا الصنف حيلته لكسب الأضواء في فيلمه الجديد.