من حسنات mbc أنّها تصوّر برنامجَيْن دفعة واحدة، كان آخرهما «ذا فويس» و«ذا فويس كيدز» اللذين تمّ تصويرهما في استديوات الشبكة السعودية في ذوق مصبح (شمالي بيروت). العملان التلفزيونيان يعتمدان على ديكور واحد، مع فارق بسيط في عدد مقاعد لجنة التحكيم. وضعت الشبكة برمجتها الخريفية والشتوية قبل أشهر من انطلاقها، مع تحديد دقيق لمواعيد إطلاق المشاريع. ففي المؤتمر الصحافي الذي أقيم في أيلول (سبتمبر) الماضي في بيروت، أعلن مازن حايك، المتحدّث الرسمي باسم mbc، أنّ «ذا فويس» سينطلق في الثاني من كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل، ويجلس في لجنة تحكيمه الإماراتية أحلام (سابقاً)، واللبنانيان إليسا وعاصي الحلاني والمصري محمد حماقي، على أن يتبعه «ذا فويس كيدز» في آذار (مارس) 2018.
يبدأ عرض «ذا فويس كيدز»
في 2 كانون الأوّل
مع العلم بأنّه تمّ تصوير 16 حلقة من البرنامج الخاص بالمواهب الغنائية لدى الصغار، على أن تُعرض الحلقة الأخيرة مباشرة على الهواء في ختام العمل التلفزيوني الذي حصد موسمه الأوّل نجاحاً كبيراً. أما فريق «ذا فويس»، فقد أنهى تصوير الحلقات المسجّلة، وكان من المتوقّع أن يستكمل لاحقاً إنجاز باقي الحلقات. مع انتهاء التصوير، تفرّغ أعضاء لجنة التحكيم لمشاريعهم الأخرى، منها إحياء الحفلات والسهرات وتصوير الكليبات. لكن «العاصفة» التي هبّت أخيراً وأدّت إلى إزاحة أحلام واستبدالها بـ«عدوّتها» اللدودة نوال الكويتية، أدّت إلى خلط جميع الأوراق! القرار المفاجئ اتخذته قيادات جديدة تتحكّم بقرارات mbc، من دون استشارة أيّ من القائمين على الشبكة السعودية، كما قلبت الأوضاع رأساً على عقب. حتى إنّ العاملين في الشبكة لم يعرفوا بالقرار الجديد إلا من تغريدة نوال التي أعلنت فيها انضمامها إلى البرنامج المنتظر. أسباب عدّة أدّت إلى إلغاء حضور أغنية «مثير»، آخرها رفضها المشاركة في أوبريت موجّه ضد قطر يحمل اسم «قولوا لقطر» الذي شارك فيه عدد من المغنين الخليجيين، معظمهم من الإماراتيين، فضلاً عن إعلان زوجها مبارك الهاجري في الصيف الماضي تأييده لبلده قطر ضدّ السعودية. في السياق نفسه، تنعكس القرارات الأخيرة في mbc بالطبع على المشاريع الأخرى التي تحضّرها القناة، وربّما نشهد في الأيام القليلة المقبلة مفاجآت على صعيد مقدّمي البرامج وطواقم العمل. لكن خطورة القرار تكمن في كيفية استكمال برنامج «ذا فويس»، خصوصاً أنه تمّ تصوير جزء كبير منه. ففي حال عرضه في موعده الذي حُدّد سابقاً (2 كانون الاول) سيكون أشبه بنكتة سمجة لن يتفاعل معها المشاهد، كما ستخسر القناة فئة كبيرة من مشاهديها الذين انتظروا العمل، ما سيعرّضها لانتقادات هي بغنى عنها، إذ تكفيها الارتدادات التي ضربتها بعد اعتقال ولي العهد محمد بن سلمان صاحبها رجل الأعمال السعودي وليد الإبراهيم إلى جانب مجموعة أمراء ووزراء حاليين وسابقين. من هذا المنطلق، كان أمام القائمين على «ذا فويس» خطوة منطقية واحدة، وهي إعادة تصوير الحلقات مجدداً، ووضع الحلقات المسجلة سابقاً في سلّة المهملات. هكذا، قرّرت mbc تأجيل عرض «ذا فويس» إلى الربيع المقبل، على أن ينطلق «ذا فويس كيدز» في 2 كانون الأوّل (على lbci أيضاً) ويسير بشكل عادي. في سبيل هذه الغاية، ستعود الأمور إلى النقطة الصفر وستدور الكاميرات في كواليس «ذا فويس» مرّة أخرى. إلى جانب الكلفة المالية الإضافية التي ستتكبّدها mbc، لا شك أنّ صدقية ستهتزّ في ما يتعلّق بهوية المشتركين وكيفية اختيارهم. فماذا سيحصل لفريق أحلام الذي سبق واختارته وبدأت تدريبه؟! ستُصدر الشبكة بياناً عن بثّ «ذا فويس كيدز» قريباً، لكنّها في المقابل ستتكتّم عن إعادة تصوير «ذا فويس»، لأنّ تقديمها لأي حجّة أو مبرّر لن يكون مقنعاً أبداً!