بينما تشهد الأراضي الفلسطينية غلياناً متصاعداً، وتلوح انتفاضة ثالثة في الأفق، على خلفية إعلان دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان العبري، تخرج شبكة «الميادين» اليوم باحتفالية «ثابتون» التي تمثل 2017 يوماً على انطلاقتها، منذ 11 حزيران (يونيو) عام 2012.
ضمن 2017 دقيقة على الهواء، ستعيد الشبكة ثوابتها، وتعد مشاهديها بمتابعة ما بدأته قبل خمس سنوات. احتفالية تنطلق اليوم، على وقع الاحتجاجات والحراكات الشعبية، المتفرقة في العالم العربي نصرة للقدس وفلسطين.
داخل مبنى «الواقع كما هو»، حركة لا تهدأ. الكل مستنفر في التجهيز لهذه الاحتفالية، من أقسام المونتاج، الى استديوات التسجيل، بالتوازي مع التغطية المباشرة والحيّة لما يحصل على الأراضي الفلسطينية.
2017 يوماً اختصرت خمس سنوات، انطلقت من رحم الحراكات الشعبية في الميادين العربية المختلفة، كـ «مغامرة»، في الفضاء العربي. ورغم حظر شاشتها وحصارها إعلانياً، الا أنها استطاعت ـــ في وقت قصير نسبياً في عمر القنوات الفضائية ـــ أن تحجز مكانة على الصعيد العربي، وما وراء البحار أيضاً حتى باتت في الذكرى الخامسة لانطلاقتها «رقماً صعباً في المعادلة الإعلامية والاستراتيجية العربية والإقليمية» كما وصفها رئيس مجلس إدارتها غسان بن جدو.
تحديات كبيرة، صادفتها هذه الشاشة، في التعاطي مع قضايا المنطقة العربية، ومقاربتها. خمس سنوات، تغيرّت فيها الخرائط السياسية والجغرافية، وأريد لهذا العالم العربي، أن يضحي قطعاً مشرذمة، على أرضية التقسيم والفرقة. أضحت فلسطين، قضية منسية، وضعت في الأدراج طيلة هذه الفترة، على حساب قضايا متفرقة، وصراعات ضيقة، بعضها يحمل الطابع المذهبي والطائفي. لكن ها نحن اليوم، أمام مشهد مختلف: اندحرت الجماعات التكفيرية من العراق وسوريا، وساد خطاب سياسي وإعلامي مختلف. شهدنا تموضعات جديدة، حصلت بفعل صراعات مستجدة على الساحة العربية، آخرها على خلفية الأزمة السعودية - القطرية.
مشهدية مختلفة ارتسمت هذا العام، وبقيت «الميادين» ثابتة ـــ كما عنوان احتفاليتها ــ في سياستها العامة، أكان في دعم المقاومة «من دون تلكؤ»، و«حق الشعوب في المقاومة» و«رفض التدخل والهيمنة الخارجية»، أو نشر ثقافة التسامح والتنوع والاختلاف، في عصر التحريض والتحريف والتضليل. عناوين عبّرت عنها الشبكة في هذه المناسبة، بشجرة معمّرة، تمتد جذورها الى باطن الأرض، لتعطي معنى الثبات.
ضمن 16 ساعة تقريباً من البث، سيكون نجوم الشاشة، هم المساهمون في صناعتها. ارتأى الإعلامي غسان بن جدو، أن يتوارى حتى عن المقابلات الصحافية، ويترك لفريق محطته الكلام والنقاش، في اليوم المخصص لهم. الكل موجود تحت الضوء في هذا النهار. لن يستثنى أحد، حتى العاملون في الكواليس والظل. الكل له حصته في «ثابتون»، ليعبر عن آرائه، ويفتح نقاشات، ويسرد كيف ترجمت «الميادين» سياساتها، أكان في التغطيات أو الوثائقيات، والحملات الإلكترونية بدءاً من غرفة التحرير (س:8:00 صباحاً)، مع مايا رزق وعبير الذوادي، تتبعها تغطية (9:00) تحت عنوان: «سياسة هوية أداء»، يتشارك فيها كل من رانا أبي جمعة، راميا إبراهيم، وكمال خلف، مروراً بـ «أخبار الميادين» (11:00)، مع أليسار كرم، ومحمد جرادي، وعبد الله شمس الدين، وعباس اسماعيل، وملحم ريّا ومحمد السواد، وصولاً الى «برامج الميادين» (12:00 يقدمها أحمد ابو علي، تشارك فيها ريحان يونان، وعبد العزيز القطان، وحسين قطايا، ونيكول كاماتو).

الذراع الرقمية استطاعت
أن تفرض حيثية مستقلة وخاصة بهاد

عند الساعة 13:00، ينطلق بث «وثائقيات وتحقيقات الميادين» (دينا زرقط)، مع يارا أبو حيدر، وهالة أبو صعب، وعمر كايد فيما تنتهي الاحتفالية عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، مع فتح الباب أمام نقاش حول «الميادين والعالم»، تقدمه علا الملاح، ويستضيف كل من ريتا وهبي، زاهر العريضي، وفيقة إبراهيم وأمير بن جدو.
مساحات أخرى، سيتحدث فيها العاملون/ات في القناة، أبرزها تغطية «بين عواصم القرار» (17:00)، التي تقدمها وفا سرايا، ويطل فيها مدراء مكاتب القناة ديمة ناصيف (سوريا)، ناصر اللحام (فلسطين)، منذر سليمان (واشنطن)، وسلام العبيدي (موسكو)، وتغطية «الميادين والرأي العام» (20:30) التي تناقش فيها لانا مدور، كلاً من عبد الباري عطوان، إيلي الفرزلي، أسامة الدليل، وفاطمة كراي. أما الجزء المتعلق بـ «الميدانية» (18:00)، فتستضيف فيه سلمى الحاج، الخبراء العسكريين الذين حلوا باستمرار على هذه الشاشة: شارل أبي نادر، الياس فرحات، ومحمد عباس.
الإعلاميون العاملون في هذه القناة: زاهي وهبي، سامي كليب، وجورج غالاوي، سيحضرون ضمن تغطية «سياسة، هوية، أداء» (14:00)، مع وفا العم. سيتحدث هؤلاء عن حصاد تجاربهم في «الميادين»، ويناقشون في سياستها طيلة الأعوام الخمسة. وضمن العنوان نفسه، لكن بوجوه مختلفة، ستطل فتون عباسي لتحاور كلاً من يحيى أبو زكريا، وغسان الشامي، وزينب الصفار (19:00).
وبين هذه التغطيات، التي سيكون ضيوفها من أهل البيت، تخصص مساحة لقسم «الميادين أونلاين» (16:00)، عبر استضافة منتجين ومحررين داخله. هذا القسم الذي قاد سفينته الإعلامي علي هاشم، منذ عامين، استطاع أن يفرض حيثية مستقلة وخاصة به. يخبرنا هاشم عن هذه التجربة، التي بدأت كأي موقع إلكتروني، أو مواقع تواصل اجتماعي، كـ «مرآة للشاشة»، التي تحولت اليوم، الى قسم مستقل، ينتج ويبدع، ويتكئ على متخرجين آتين من الجامعات اللبنانية، ليضحوا فيما بعد ضمن الفريق الأساسي للقسم. الذراع الرقمية لـ «الميادين» ــ كما يسميها هاشم ــ استطاعت في فترة قصيرة، أن تخرج مروحة متنوعة من المواضيع وتلبي عدداً من الاهتمامات من صفحات الرأي التي تضم كل الجنسيات العربية، وتسهم فيهت أسماء معروفة، الى الفن والثقافة، وليس انتهاء، بإنتاج فيديوات تعريفية وإبداعية قصيرة، وتحشيد الحملات الإلكترونية المختلفة التي تطلقها القناة. أضف إلى ذلك قسم اللغة الإسبانية، الذي يحاكي بلدان أميركا الجنوبية، وينقل أخبارها، ويستقطب كتاباً من هناك، وينشر تغطيات وأخبار البلاد العربية.
احتفالية 2017 يوماً، وضمن 2017 دقيقة، ستختصر مسار شاشة خرجت من رحم الميادين الشعبية، وحملت مشعل المقاومة والإنسان، ونصرة المظلوم. شاشة لم تتلكأ مرة، في نقل ومواكبة ما يحدث في فلسطين، في زمن التخاذل، وكانت على الخطوط الأمامية الساخنة في التغطيات الحية، كالموصل ونقاط كثيرة على الأراضي السورية، وغيرها. خمس سنوات، أو 2017 يوماً، تعود فيها «الميادين» الى جمهورها لتقول له بأنها «ثابتة» على مبادئها، وعينها أبداً على البوصلة... فلسطين التي ضبطت توقيتها على عاصمتها: القدس الشريف.

احتفالية «ثابتون»: بدءاً من الثامنة صباحاً على شاشة «الميادين»