لم تشفع دموع نانسي عجرم التي ذرفتها أوّل من أمس في برنامج «ذا فويس كيدز» (كل سبت على mbc وlbci)، خلال أداء الطفل السوري يائيل القاسم لأغنية «خلصت الحكاية» (للمغني آدم)، بالاحتفاظ به ضمن فريقها. يائيل صاحب الصوت المليء بالإحساس، خرج من «ذا فويس كيدز» من دون مبرّر، كأنّه دفع ثمن «حرب الكبار». فقد اختارت نانسي المشترك اللبناني جورج عاصي والسعودي لجي المسرحي للغناء مباشرة على الهواء في الحلقة الختامية التي تعرض السبت المقبل (20:30 بتوقيت بيروت). خطوة صاحبة «آه ونصّ» لم تكن المفاجأة الوحيدة في الحلقة ما قبل الأخيرة من «ذا فويس كيدز»، بل هناك أيضاً قرار العراقي كاظم الساهر الذي صدم الجميع بفريقه الذي تأهّل إلى التصفيات النهائية. أعلن «القيصر» احتفاظه بالطفلة اليمنية ماريا قحطان التي قدّمت «مقادير» للفنان طلال المداح، وكذلك المغربي حمزة لبيض، ليكونا فريقه الذي انتقل إلى الختام. رغم الأداء الجميل الذي قدّمه السوري تيم الحلبي لأغنية «دخلك والهوى» لطوني حنا، لم يحتفظ الساهر بالطفل صاحب الطلّة الجميلة، بل تمّت «التضحية» بموهبته. على الضفة الأخرى، كانت مفاجآت تامر حسني الأخفّ وطئاً على المشاهدين، إذ بات معروفاً أن الطفلة المصرية أشرقت أحمد بقيت ضمن فريقه بعدما كشف والدها الأسبوع الماضي عن تأهّل ابنته إلى المرحلة المباشرة.
كذلك احتفظ حسني بالعراقية نور وسام. هكذا، اختار كل نجم فريقه الذي سيغنّي للمرة الأخيرة على المسرح. من يقرأ بين الأسطر، يعرف أن العنوان العريض لبرنامج أطفال لم يمنع تدخّل الكبار، إذ بدأت تلك اللعبة بداية بإقصاء المشتركين السوريين الذين كانوا مميّزين في الموسم الثاني من «ذا فويس كيدز». وتناوب على هذه التضحية الفنانون الثلاثة (تامر وكاظم ونانسي)، ليصل العمل إلى خواتيمه من دون «نكهة سورية». كان قرار نانسي صادماً، خاصة أن يائيل كان مميّزاً منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها البرنامج. فنّان «كامل الأوصاف» يستحقّ التأهّل، وحتى الفوز باللقب، لكن يبدو أن لعبة «ذا فويس كيدز» هذا الموسم هي أكبر من المشتركين، وحتى أكبر من اللجنة نفسها. اختلطت الآراء السياسية والفنية تحت سقف مشروع يتبنّى مواهب الأطفال. صحيح أن تلك اللعبة ليست جديدة على برامج المواهب التي تعرض على الشاشات، لكنها المرة الأولى التي «تُلعب على المكشوف». القرار الأول كان إطاحة جميع المواهب السورية، منعاً لوصول أيّ طفل إلى النهائيات. جاءت «التضحية» بالسوري يمان قصار الذي يملك قدرات صوتية هائلة، لكن الساهر تخلّى عنه، وبدا كأنّه كان «مجبراً» على خياره، مع العلم بأن الساهر اعترف مراراً بأنّ قصار من أجمل الأصوات التي مرّت على البرنامج. توزّع المشتركون على جنسيات متعدّدة، لكن اللافت هو بقاء المشتركين السعودي واليمنية، طبعاً كي ترتفع الحماسة بفعل عامل السياسة. في كواليس العمل، يهمس بعضهم أن السعودي لجي سيكون الفائز هذا الموسم، وهذه هي الخطة المتّبعة لـ«تلميع» صورة mbc أمام السعوديين الغائبين عن البرامج الغنائية، مع العلم بأن التساؤلات تطرح حول كيفية زيارة لجي لبيروت، بعد الفيتو التي وضعته الدول الخليجية على لبنان.