لم تدخل نتالي نعوم عالم السوشال ميديا للترويج لأعمالها كما يفعل عادة نجوم الفن والتمثيل والشخصيات العامة. تملك الممثلة اللبنانية صفحة شخصية على الفايسبوك، تنشر عليها بعض صورها العائلية ليس إلا. حتى إنها لم تعلن عن مسرحيتها الجديدة «من كفرشيما للمدفون»، التي تولى كتابتها وإخراجها الشاعر والكاتب يحيي جابر. لم تنل «نتالو» كما يُطلق عليها، الشهرة المطلوبة مقارنة بموهبتها في التمثيل، وبقيت بعيداً عن الأضواء.
ارتبط اسمها ببرنامج S.L.Chi الذي عرض على قناة mtv بين عامي 1994 و2002. ومع توقّف العمل التلفزيوني الساخر، عادت وجرّبت حظها في عامي 2009 و2010 مع قناة «الجديد» حيث قدّمت برنامج «ناتالو». ثماني سنوات كانت عمر غياب نتالي عن الشاشة أو حتى الأضواء، وقرّرت العمل معدَّة في البرامج الفنية والاجتماعية، وهو المجال الذي وجدت فيه راحتها. في آذار (مارس) الماضي، قررت شركة shoot production التي يملكها الإعلامي فراس حاطوم أن تتعاون مع الممثلة لتقديم برنامج يعيد المشاهدين إلى العصر الذهبي للفن اللبناني والعربي. فكرة حاطوم جاءت بعدما أطلت «نتالو» في إحدى المقابلات على قناة lbci ولفتت انتباه المشاهدين. كما تعاونت الشركة مع الكاتب يحيي جابر الذي تولّى إعداد العمل التلفزيوني، وجلس مع نتالي لتقديم فقرات فيه (الأخبار 31/3/2017). هكذا، تقاسم الثنائي كرسي البرنامج الذي كان سيحمل اسم «دقّة قديمة»، من دون الإعلان عن موعد الانطلاق. مع بدء التحضيرات لـ«دقّة قديمة»، تلقّت نتالي عرضاً من يحيي للعب بطولة مسرحية كان في صدد تأليفها، لكن العمل المسرحي تأجّل بسبب التركيز على البرنامج كمرحلة أولى للتعاون بين الثنائي. في هذه الفترة، تفاوض حاطوم مع عدد من القنوات لبثّ مشروعه. وكانت قناة «الجديد» المحطة الأخيرة التي أبدت موافقتها الأولية على العمل، قبل أن تنسحب بحجة أنّ البرنامج (ثقافي/ فني/ اجتماعي) لا يتلاءم مع ظروف الانتخابات السياسية النيابية التي تسيطر على البرمجة، وبالتالي أجّلت العرض إلى موعد لم يتمّ تحديده بعد. رغم تجميد «دقّة قديمة»، إلا أنّ غيبة «نتالو» لن تطول، إذ تطلّ قريباً في «من كفرشيما للمدفون»، أولى تجاربها المسرحية. تقول نتالي في حديث إلى «الأخبار»: «ستبصر المسرحية النور في منتصف شهر آذار (مارس) المقبل، على مسرح «تياترو» في فردان». ماذا عن مضمون المسرحية؟. تجيب: «تتناول حياة امرأة تتنقل من محطة إلى أخرى، وتستعيد بعض الذكريات في منطقتي كفرشيما والمدفون. المسرحية ذات علاقة بحياة اللبنانيين المسيحيين الذين كانوا يتمركزون في المنطقتين، وتتشابه بعض الأحداث التي عايشوها إبان الحرب واليوم». تشدّد نتالو على أن «من كفرشيما للمدفون» هي تجربتها الأولى على المسرح وتحتل مكانة خاصة في حياتها الفنية، تبتسم وتقول «أنتقل من التلفزيون إلى المسرح. ما زبط البرنامج هلق، بس رح نقلّع بالمسرحية».