للسنة الثامنة على التوالي، يُحتفى بـ «شهر الفرنكفونية في لبنان» (من 2 آذار/مارس حتى 14 نيسان/ أبريل)، الذي تنظّمه وزارة الثقافة اللبنانية، بالشراكة مع «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية»، والمعهد الفرنسي في لبنان، الى جانب باقي السفارات المعنية (فرنسا، أرمينيا، بلجيكا، سويسرا، كندا، رومانيا)، مع تسجيل دخول دولة الأوروغواي في هذه الاحتفالية للمرة الأولى. خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مقرّ المتحف الوطني، شدّد سفراء الدول المذكورة على أهمية هذه الاحتفالية في تعزيز اللغة الفرنكوفونية، وقيمها، ضمن حاضنة من التعددية الثقافية.
الاحتفالية التي تعمّ القارات الخمس الشهر المقبل، تحمل شعار هذا العام «الفرنكوفونية بالصور». وهي تنطلق الأسبوع المقبل، لتضمّ مروحة غنية، ومنّوعة من البرمجة التي تطال مختلف الشرائح العمرية، من حفلات موسيقية، وعروض سينمائية، ومحترفات فنية، ونقاشات ولقاءات فكرية، ستكون بمثابة رحلة متنقلة على الأراضي اللبنانية، الى باقي الدول الفرنكوفونية المشاركة.
الافتتاح (2 /3 ـــ س:20:00)، سيكون في «جامعة القديس يوسف» (الأشرفية)، مع أمسية لـ «الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية» بقيادة المايسترو وليد مسلّم، الى جانب عازفة البيانو الفرنسية ماري فيرمولان. وفي قصر الصنوبر، ستنطلق «البطولة الدولية للمناظرة الفرنكوفونية» (بين 11 و16 /3)، بالشراكة مع «المعهد الفرنسي»، ومكتب «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية» في الشرق الأوسط، والسفارة السويسرية. مباراة تطلق مناظرة بين طلاب فرنكوفونيين حضروا من آسيا وأفريقيا، ودول الشرق الأوسط للتنافس فيما بينهم على الفصاحة. سينتحل كل منهم شخصية ممثل منتخب للشعب، على أن يجيدوا الدفاع عن مواضيع تم اختيارها، تتصل مباشرة بأحداث الساعة.

ذاكرة الحرب الأهلية ومراحل إعادة الإعمار بعدسة جاكلين ميير


على صعيد المعارض، تضع السفارة البلجيكية في لبنان، ثقل بلادها، على الرسوم المصوّرة، عبر معرض في غاليري «صيفي فيلدج»، يختصر مراحل هذا الفن في بلجيكا الذي انطلق من هناك، من النوع الكلاسيكي وصولاً الى تطوره شكلاً ومضموناً في السنوات الأخيرة. ومن بلجيكا الى فرنسا، وتحديداً في المعهد الفرنسي (من 12 الى 21 /3)، سيعرض وثائقي «رافو... الوكالة الباريسية». يضيء الشريط على الوكالة الفوتوغرافية التي أسسها شارل رادو عام 1933، وعلى عملها خلال حقبتيّ الحرب العالمية الأولى والثانية، من منظار إنساني، يرتكز إلى انفعالات الناس، ويومياتهم. أما الأوروغواي، فمحطتها البصرية، ستكون مع معرض للصور (13/3 ـــ س:11:30) في «المدرسة العامة الأوروغوانية»، (كورنيش النهر). معرض يضم صوراً فوتوغرافية، تحكي تأثير الهندسة الفرنسية على مباني الأوراغواي، وعلى الثقافة والفن اللتين اندمجتا بين هذين البلدين.
وربما من المعارض المهمة في احتفالية الفرنكفونية، ما تنظمه السفارة السويسرية، حول تيمة «بيروت أحلام مدينية» (25 /3 ــ س:18:00)، في «بيت بيروت» (السوديكو). معرض للفنانة السويسرية جاكلين ميير، يسرد ذاكرة الحرب الأهلية، ويحكي ثلاث مراحل من إعادة الإعمار التي طالت بيروت (1991-1996-2012)، عبر مقارنة بين الأمس واليوم، والتحولات التي طالت العاصمة اللبنانية، وتداعياتها على الذاكرة الجماعية. وضمن المحترفات الفنية، سيحضر فريق «السمندل» (من 5 حتى 8 آذار) في «المعهد الفرنسي»، ليضع خبرته، في خدمة الطلاب الشباب، في مجال الفنون البصرية، والغرافيتي، لنكون أمام تفاعل بين اللغة والرسوم.
الى جانب الفنون البصرية، ستشهد احتفالية الفرنكوفونية، أيضاً، عرضاً لفيلم «الحيّ يروح» (للتونسي محمد أمين بوخريص).الشريط (9 /3 ــ س:18:00)، يعود بنا الى الانتفاضة التونسية عام 2011، التي تدحرجت ككرة الثلج إلى باقي الدول. يركز العمل على مجموعة مصوّرين وثّقوا مغامراتهم الخطرة في ملاحقة هذه الأحداث في مصر وليبيا وتونس وغيرها من البلدان. أما مسرحياً، فتطل النسخة الـ19 من «مهرجان القصة والمونودراما» (من 12 الى 18 /3 ــ س:19:30)، على مسرح «مونو». كما ستنضم فعالية «ليلة المتاحف» (14/4) التي تنظمها وزارة الثقافة الى هذا المهرجان الفرنكوفوني. للسنة الرابعة على التوالي، تنطلق هذه الفعالية داعية لزيارة أكثر من 13 متحفاً في لبنان ستفتح أبوابها للجميع.

* «شهر الفرنكوفونية في لبنان»: من 2 آذار (مارس) حتى 14 نيسان (أبريل) ــ أماكن متفرقة – للاستعلام: 01/420200