«أشعر الآن انني في ناد حميم للجاز في هارلم»، هذا ما باح به غريغوري بورتر لجمهور «مهرجانات بيبلوس الدولية» ليلة أمس. ثم بدأ بأغنيته الشهيرة «في طريقي إلى هارلم»، وهي مثل الكثير من أغنياته: أوتوغرافية بامتياز، يوجه فيها تحية إلى خلاّنه من ديوك إلينغتون إلى مارفين غاي. أعقبها بـ«لا حب سيموت هنا» ثم «لورا»، «بكاء الذئب»... يرافقه الساكس والدرامز والبايس والبيانو.
بصوت قوي، مشبع بالـ «غوسبل»، وموسيقى تلامس الـ r›n›b ، يعرف المغني الأميركي الذي اتخذ من نات كينغ كول أباًً روحيا ومرشداً منذ بداياته، كيف يلتقط أنفاس جمهوره. قدم المغني (والممثل) الأميركي ذو القبعة الأبدية، خلال الامسية، بشكل أساسي مقطوعات ثالث أسطواناته، وأحدثها، خلال خمس سنوات، «روح سائلة» حائزة احدى جوائز الـ Grammy. فيها يبتعد عن مناخات عمليه السابقين لمزيد من الـ «هاوس»، هو الذي حوّله جرح في شبابه، من كرة القدم الى الموسيقى. «من دون ادعاء، اظن ان عملي هذا هو ما يحتاج الناس لسماعه في هذه اللحظة»، يقول بورتر عن هذه الاسطوانة. ويروي في حديث صحافي ان المعجبين يسألونه دائماً: «اين كنت كل هذا الوقت، لماذا لم نسمعك من قبل؟». سؤال طرحه، بلا شك، كثيرون أمس في جبيل التي تستعد غداً لاستقبال نجمة من زمن آخر: الفرنسية ميراي ماتيو.