«المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للاعلام العربي» اللقب الذي يحظى به أفيخاي أدرعي. لكن يصح إطلاق عليه لقب وزير الدعاية الصهيونية، الى العالم العربي. عبر صفحاته الإفتراضية طيلة السنوات الماضية، عمل الرجل الذي يتكلم العربية، على إظهار أن «إسرائيل» لا تختلف عن العرب، لا في العادات ولا التقاليد، وهي كيان يدعو دوماً الى «السلام». يدأب أدرعي دوماً على استنباط حيل يستقطب فيها الجمهور العربي على الشبكات الإفتراضية، ويشتغل فيها على الوعي العربي، في سبيل محو صورة الكيان الدموية. بعد استنفاد إستغلال المناسبات الدينية، والطقوس الإجتماعية والثقافية العربية، ها هي حنان قهوجي، أو بريجيت غابريال، أو حتى نور سمعان... أسماء كثيرة لصحافية وكاتبة أميركية من أصل لبناني، تعرف بعداءها للإسلام، خرجت من نافذة أدرعي، ومن قلب الكيان (تل أبيب). ظهرت الى جانبه ضمن فيديو مصوّر (3 دقائق)، لتدعو اللبنانيين، بأن لا يهتموا الى الأكاذيب التي يبثها «حزب الله». ركز المتحدث بإسم جيش الإحتلال، على أصولها اللبنانية، وتحديداً إنحدارها من قرية مرجعيون الجنوبية، ليبث سمومه، إذ قال: «تجوّلت على الحدود وشاهدت الجنوب اللبناني، المشكلة أنه تحوّل الى قلعة حزب الله، والى مخازن صواريخ».بدورها، لم تبخل بريجيت في مديح «إسرائيل» التي «أنقذتها عام 1985 حين لجأت إليها». وقالت بأنها «أجمل بلد في العالم»، و«تحترم أولادها»، وتساعد العرب والفلسطينيين، كما سردت قصة زيارتها لمستشفى «صفد»، وكيف تساعد «إسرائيل» السوريين الذين قصفوا في الحرب السورية. انتهت مسرحية غابريال/ أدرعي، ليعلن الأخير أن بريجيت «نقلت الصورة الحقيقية للبنانيين»، آملاً أن تتكاثر الأصوات المثيلة. لافت جداً لجوء أدرعي هذه المرة، الى لبنانية، متحدرة من الجنوب، ليرسل عبرها عبارات «السلام»، والوئام، تلميعاً لصورة الكيان. بالتأكيد هذا التهريج لن يهزّ أو يؤثر على الوعي اللبناني، لكن، ينذر بإستراتيجية جديدة بدأت تخطوها «إسرائيل» دعائياً.