لا يعرف جورج وسوف حالة «الاعتدال» في حياته. فإما يطلّ على الشاشات بشكل أسبوعي أو يغيب عن المقابلات نهائياً. قبل عامين، تعرّض «أبو وديع» لهجوم بسبب موافقته على أيّ مقابلة تعرض عليه، من دون أن يدرس الخطوة جيداً. هذا الأمر دفعه للاحتجاب عن الاضواء، وكان محبّوه يكتفون بنشر فيديوهات له خلال مشاركته في الحفلات ويطمئنون إلى حالته بعد الوعكة الصحية التي أصابته عام 2011 وأفقدته قدرته على السير بشكل طبيعي. أمس، فاجأ الفنان السوري متابعيه عندما قرّر كسر القاعدة وحضور عرض الأزياء الذي أقامه المصمم السوري فريد أبو دراع (تجمعه قرابة عائلية مع الوسوف) في أحد فنادق بيروت. دخل صاحب «كلام الناس» إلى صالة العرض خلسة وهو يتكئ على عصاه، مشيراً إلى الحضور بأصابعه للجلوس وعدم لفت الأنظار إليه كي لا يسبّب «بلبلة» خلال العرض. جلس الوسوف في المقاعد الأمامية، ولولا عدسات المصوّرين التي غيّرت اتجاهها، ما عرف الحضور أن الوسوف بينه. ما يميّز النجم عن غيره أنه يتصرّف أمام الكاميرا بعفوية زائدة عن حدّها. يصرخ بصوت عال «بعدوا الكاميرات عني!»، ويطلب دائماً من المصوّرين عدم تصويب العدسات نحوه لأنه ينزعج من «الفلاش». يكتفي الوسوف بعبارة واحدة، «لو منّو فريد غالي عليي ما بجي ع العرض». يسخر من أسئلة الصحافيين التي توجّه إليه ويقلب المعادلة، فبدل أن يجيب على الأسئلة يُعيد طرحها بأسلوب ساخر، فيدخل المحاور في موجة ضحك. سألته إحدى الصحافيات «إنت مشارك اليوم بالعرض»، فأجاب «مين وين شاركت!». الوسوف ظاهرة فنية، وعلاقته مع جمهوره فريدة من نوعها، والمميز أكثر أنّ جمهوره من شتى الشرائح الاجتماعية.