شعارات المرشحين: على أونا، على دوّي...

  • 0
  • ض
  • ض
شعارات المرشحين: على أونا، على دوّي...
(مروان طحطح)

«لكل طقس لذّته». الكلمات السابقة ليست شعاراً لحملة انتخابية بل إعلانٌ تجاري لأحد «المشروبات» في شوراع بيروت. لكنّ «الطقس» في لبنان الآن هو طقس انتخابات من دون منازع. والشركات المتخصّصة في صناعة الحملات الانتخابية هي أكثرُ مَن يعرف كيف «يقطف» اللحظة. لم تفقد «الحيطان» أو آرمات الطُرق الحاجة إليها في زمن الحملات الانتخابية عبر السوشال ميديا. إعلانُ وزارة الداخلية عن «قانون الانتخاب» قد يكون «مُعبِّراً»، لكنه يصلح لأن يكون إعلاناً لمحلّ بيع بوظة أكثر من كونه عمليّة «توعية» حول آلية الاقتراع. لماذا يُبالغ فؤاد المخزومي مثلاً في إظهار سعادته العارمة في صوَره؟ هل يعتقد أنه يبدو هكذا أقرب إلى الناس؟ «مع مسؤول ناجح ما في دولة فاشلة»، تقول الصورة. فؤاد مخزومي في كلّ مكان. «مع بيروتي أصيل ما في تنازلات» (من هو غير الأصيل برأي مخزومي؟). حسَمَها الرجُل الذي يرأس لائحة «لبنان حرزان». يَعِدُ «البيارتة» بالخلاص الذي لن يتحقّق إلا على يديْه. يخال المتابع لـ «حملة» المخزومي أن الرجل يخاطب الناخب في ولاية إنديانا الأميركية لا في «طريق الجديدة» أو في «زقاق البلاط»! «الأزرق» سيّد الألوان في بيروت. لا داعي لأن يضيف مرشّحو لائحة «المستقبل» أيّ شعار آخر إلى صوَرهم طالما أن «الخرزة الزرقا» تعرّف عنهم. هكذا قرّر «المستقبل» أن يخاطب أبناء العاصمة.

من هو غير الأصيل في شعار «مع بيروتي أصيل ما في تنازلات»؟

لم يَعْرف أحد ما هي العلاقة المفترضة بين «تيار العلم» و«الخرزة الزرقا»؟ «بيروت سيّدة العواصم». تذيّل العبارة صورة المرشّح زياد العجوز. «بيروت الكرامة تناديكم» مرفقة مع صورة المرشح خالد حمود. شعارت تقليدية لا علاقة لها بأيّ برنامج انتخابي. «كرامة المواطن أولاً» للمرشّح مصطفى بنبوك. كليشيه. الرجُل بالمناسبة هو رئيس ما يسمّى بـ «جمعية وتيار الواقع». يحدث ذلك في الواقع فعلاً! لا حاجة للمرشح نبيل بدر مثلاً لـ «اختراع» أيّ شعار انتخابي. برأيه، يكفي أن يضع تحت صورته عبارة «رئيس نادي الأنصار الرياضي» ليقدّم نفسه بهذه الصفة إلى الناخب البيروتي. في بيروت أيضاً، يرفع المرشّح علي الشاعر شعار «بيشبهك وهمّو من همّك». هل هو شعار انتخابي أم مطلع أغنية لمعين شريف؟ المرشّح الدائم زهير الخطيب لم يكلّف نفسه عناء البحث عن شعار انتخابي خاص. «وعودهم برنامجنا لكم: سكن طبابة استشفاء و..» كل ذلك معاً؟ فليطمئن أهل بيروت إذاً. لم يكن ينقص «المشهد» سوى صورة المرشح عماد الحوت العملاقة المذيّلة بعبارة: «بيروت تستحق»، وعلى أهل بيروت أن يكملوا الجملة الناقصة كما يشاؤون. مَهلاً. ثمّة صورة تظهر دائماً في «مواسم الانتخابات» لـ «مرشّح» اسمه أحمد ياسين يعرّف عن نفسه بأنه «مرشّح العصر». يبدو الرجُل أنه من عصر آخر فعلاً. «الطقس» هو طقس انتخابات إذاً. مَن لا يذكر «غضبة» نقولا شمّاس الشهيرة أيّام «الحراك المدني» في وسط بيروت عن الـ «أبو رخّوصة»؟ ربما كان على الناخبين الاستعانة بالراحل ستيف هوكينغ لتفسير شعار حملة شمّاس: «صوّت بمسؤولية لعاصمة ذكيّة». هل نُكمِل الطريق أم «بيكفّي» كما تقول لنا المرشّحة بوليت (بولا) يعقوبيان في صورتها قرب «بيت الكتائب»؟ ملصق انتخابي لـ «الطاشناق» في أوّل شارع «أراكس» بعنوان «معاً لكل لبنان». كليشيه أيضاً. على الطريق بين «الدورة» وجبيل، تحضر «البانوهات» العملاقة لِصُور المرشّحين وشعارات القوى السياسية في منطقة تُعدُّ تاريخياً «سبّاقة» في عالم صناعة الإعلان. يحتل «أحمر» القوات صدارة الحملة الانتخابية («صار بدّا» وأخواتها) بالتوازي مع حملة «لبنان القوي» للتيار الوطنيّ الحر. لا يقدّم المرشّحون والقوى السياسية شعارات ذات مضمون سياسي «ثقيل» مع بعض الاستثناءات القليلة. يكرّرون شعارات «برّاقة» حول «بناء الدولة» و«مكافحة الفساد»، و«حقوق المواطن»، لكنهم في كثير من الشعارات يقدّمون «الشخص» على «المشروع». خُذ مثلاً: «مواطن في خدمة وطن». المرشّح سركيس سركيس هو مجرّد مواطن بسيط يحبّ وطنه. أبشِروا. لا «رصيد» إعلانياً لميشال المر سوى التذكير بـ «ماض مجيد»: «المتن بيتذكّر المتن ما بيتنكّر». للمرشّحة جيزال زرد كلام آخر من قبيل «قوة الحُب بتربح عطول». حقاً؟ وهل تشتري «المحبّة» أصواتاً تفضيليّة؟ يُحاول إبراهيم كنعان أن يتمايز قليلاً فيرفع شعار «صوتك حقِّقْ، متِّن بعد». يلعب الرجل على الكلام. لا حاجة لمنصور غانم البون مثلاً أن يطرح شعاراً. «بصوتك منصور». لَعِبٌ على الحكي أيضاً. المرشّح نعمت افرام الذي يخاطب الناخبين بعبارة «من حقك تعيش بكرامة» يرفع شعاراً مركزياً «الإنسان أولاً». حسناً مَن يكون ثانياً؟ وفيما تبدو الحملة الانتخابية لفريد هيكل الخازن «قلبي ع كسروان» أقرب إلى إعلان ترويجي سياحي أكثر منه دعاية انتخابية، كان شعار المرشّح شامل روكز «شامل اليوم شامل للغد»، مُفتقداً للإبداع ومذكّراً بإعلانات المؤسسة العسكرية. نُكمِل بعد؟ «أكيد»، يقول لنا المرشّح الجبيلي زياد حواط. ولكن إلى أين وصوَر المرشّحين «احتلّت» مساحات كبيرة من الحيّز العام والخاص من الجنوب إلى الشمال بميزانيات ضخمة وشعارات «ببلاش»؟ «الطقس» انتخابات الآن. و«لكل طقس لذته»!

0 تعليق

التعليقات