عندما يستعرض كتّاب الدراما اللبنانية الأعمال التي حظيت بشهرة واسعة، يتصدّر القائمة «العاصفة تهبّ مرتين» (كتابة شكري أنيس فاخوري وإخراج ميلاد الهاشم) الذي عرض على «تلفزيون لبنان». المشروع الذي قدّم في التسعينيات من القرن الماضي (بين 1994 و1997)، طبع ذاكرة اللبنانيين، خصوصاً جيل تلك الحقبة الطالعة من دمار الحرب الأهلية. عند بثّه على الشاشة، تعرّض «العاصفة تهبّ مرتين» لانتقادات واسعة بسبب جرأة مواضيعه وحلقاته الطويلة. حتى إن بعض الكتّاب يعتبرون أن الدراما اللبنانية مرّت بمرحلتين: ما قبل «العاصفة تهبّ مرتين»، وما بعدها. جمع المسلسل كوكبة مهمّة من الممثلين اللبنانيين كرولا حمادة، وفادي إبراهيم، وورد الخال، وكلوديا مارشيليان، وبيار داغر، ليحكي قصة تقليدية عن رجل أعمال تحوم حوله النساء، مما يولّد مشاكل مع زوجته. يقع الطلاق بين الثنائي، فينفصلان، لكن المشاكل تستمر بينهما. ضرب شكري أنيس فاخوري ضربته الأولى مع «العاصفة تهبّ مرتين». وفي عام 1997، عاد حقّق «هدفاً» ثانياً بمسلسل «نساء في العاصفة» الذي كُتب له النجاح الساحق أيضاً. واليوم، يحضّر فاخوري لمفاجأة «سعيدة» سيعلن عنها قريباً، هي كتابة جزء جديد من «العاصفة تهبّ مرتين». في حديث مع «الأخبار»، يكشف الكاتب أن شركة Kingset للإنتاج طلبت منه عودة المسلسل اللبناني إلى الشاشة بعنوان «العاصفة تهبّ من جديد». يقول فاخوري: «بعد 24 عاماً تقريباً على عرض «العاصفة تهبّ مرتين»، أنشغل حالياً بكتابة بجزء جديد منه. في هذا العمل، أحافظ على الأدوار نفسها التي سبق أن أطلّ بها الأبطال، لكن المشروع سيعرض حياة الممثلين بعدما تقدّم بهم العمر». لكن لماذا العودة إلى أعمال التسعينيات؟ يجيب: «هناك إصرار على شخصيات «العاصفة» التي طبعت ذاكرة المشاهدين. لقد أحبّت شركة الإنتاج إعادة بثّ الحياة في عمل انتهى عرضه قبل 24 عاماً. للمرة الأولى في تاريخ الدراما العربية واللبنانية، يتوقّف مسلسل لسنوات طويلة، ثم يعود إلى الواجهة ليستكمل الأبطال الأحداث بعمرهم الحقيقي، أيّ إن «العاصفة تهبّ من جديد» (من دون تحديد المخرج) لن يكون استكمالاً للأحداث القديمة، بل يواكب المشاكل (على أنواعها) الحالية، ويعرّج على الأزمات السياسية، ومواقع التواصل الاجتماعي وحياة الشباب ومشاكلهم». لا يتحدّث السيناريست عن «العاصفة» من دون التوقف عند مسلسل «نساء على العاصفة» (إخراج جان فياض) الذي شكّل علامة فارقة في الدراما. يقول: «لقد جاء توقيت العملين في فترة «شحّ» في الدراما اللبنانية. اللافت أن المسلسلين عالجا جميع المشاكل الاجتماعية بحلقات طويلة تخطّى عددها الـ 170، كلّها مليئة بالتشويق، والشخصيات غنية بالتطوّرات». يختتم فاخوري كلامه بالتفاؤل، متمنّياً أن يطلّ أبطال مسلسل التسعينيات بالعمل الجديد، لافتاً إلى أن رولا حمادة وفادي إبراهيم أعطيا موافقتهما المبدئية لعودتهما للوقوف أمام الكاميرا.