هذه المرّة، ثمّة مساحة أكبر للأسماء الجديدة والصاعدة، ضمن المسابقة الرسميّة في «مهرجان كان السينمائي 71» (8 – 19 أيار/ مايو). توجّه أكّده المدير الفنّي تييري فريمو، أمس مع رئيس المهرجان بيار لسكور، أثناء الإعلان عن برمجة الدورة الجديدة من الحدث السينمائي الأهم في العالم. 18 فيلماً تتنافس على السعفة. القسم التنافسي الآخر «نظرة ما» المهتم بالسينما المغايرة والأصيلة، يضمّ 15 عنواناً. «أسبوعا المخرجين» و«أسبوع النقاد» يُكشَف عن تفاصيلهما خلال الأسبوع المقبل. بالتأكيد، ستنضم أسماء أخرى إلى الأقسام حتى اللحظات الأخيرة.البرمجة تضمّ أسماءً من العيار الثقيل، مثل جان لوك غودار (ملصق الدورة يحمل صورة فيلمه الستيني الشهير «بيارو المجنون»)، وماتيو غاروني، وجيا زانكيه، وكوريدا هيروكازو، إضافةً إلى العائد سبايك لي، وأخرى آتية من أقسام أصغر خلال الدورات الماضية. الافتتاح بجديد الإيراني أصغر فرهادي «الكل يعلم» (الأخبار 12/4/2018) الناطق بالإسبانيّة مع بينيلوبي كروز وخافيير بارديم أمام الكاميرا. جعفر بناهي إيراني آخر، يشارك بـ «ثلاثة وجوه». ثمّة افتقاد لكلّ من لارس فون ترير، وباولو سورنتينو، وتيري غيليام، ومايك لي، ونوري بيلج جيلان ونعومي كاواسي. فريمو أكّد أنّ النقاشات متواصلة مع بعضهم للانضمام لاحقاً.
اختراق عربيّ لحظه الجميع. للمرة الأولى، ينافس فيلمان عربيّان على السعفة. المصري أبو بكر شوقي هو السينمائي الوحيد، الذي يشارك في المسابقة الرسميّة بعمله الأوّل «يوم الدين» (97 د.)، ساعياً لنيل السعفة والكاميرا الذهبيّة معاً. هذه المشاركة المصرية الأولى في المسابقة منذ 2012، حين وصل يسري نصر الله بـ «بعد الموقعة». اللافت في «يوم الدين» أنّه مشروع تخرّج شوقي من جامعة NUY الأميركيّة. لم يمر بأقسام أو مهرجانات أخرى كما يحصل عادةً. أمر نادر الحدوث، يرفع التوقعات بخصوص الشريط، الذي استلّ بطله من تسجيلي بعنوان «المستعمرة»، أنجزه شوقي قبل سنوات، عن مستعمرة الجذام في «أبو زعبل». نحن بصدد فيلم طريق كوميدي، عن مريض جذام قبطيّ، يغادر المستعمرة للمرة الأولى في حياته، برفقة طفل يتيم. رحلة عبر البلاد، بحثًا عن عائلة تخلّت عنه في السابق.
اللبنانيّة نادين لبكي تشارك بجديدها «كفرناحوم» (كتابة جهاد حجيلي ــ 150 د.) الذي وصف بأنّه قصة سياسية معاصرة عن طفل يتمرد على الحياة المفروضة عليه، على خلفية تعكس الظروف السياسية والاجتماعية في المنطقة. ثالث وأطول أفلامها الروائية، يسجّل حضورها الثالث في الكروازيت، والأوّل في المسابقة الرسميّة. فـ «سكر بنات» شارك في «أسبوعي المخرجين» 2007، ونال «وهلأ لوين؟» جائزة «فرنسوا شاليه» 2011.
في «نظرة ما»، لدينا شريطان لمخرجتين عربيتين: «قماشتي المفضّلة» (96 د) للسوريّة غايا جيجي، و«صوفيا» للمغربيّة مريم بن مبارك. الأوّل باكورة السوريّة في الروائي الطويل بعد ثلاثة أفلام قصيرة. غايا جيجي (دمشق ـــ 1979) ثالث سوريّة في «كان»، بعد محمّد ملص وأسامة محمّد. تعيش وتعمل في باريس اليوم، وتدور أحداث فيلمها في دمشق بداية الحرب السوريّة 2011 (تمّ التصوير في إسطنبول). «نهلة» (اللبنانيّة منال سلامة)، تسعى إلى مغادرة البلاد، من خلال زواج مرتّب مع المغترب السوري في أميركا «سمير» (سعد لوستان). ينقلب عالمها عندما يفضّل العريس أختها الأكثر انقياداً بالنسبة له. هذا يدفعها إلى التعرّف إلى جارتها الجديدة «مدام جيجي» (الفلسطينيّة علا طبري)، التي يتضّح أنّها تدير بيتاً للدعارة. هنا، تدخل «نهلة» في رحلة اكتشاف للذات، داخل عالم «مدام جيجي» الفانتازي. شريط فيه شيء من Belle De Jour (1967) للوي بونويل. أما «صوفيا» لمريم بن مبارك، فيتحدّث عن طفل غير شرعي لفتاة عشرينيّة، تنتمي لأسرة تقليديّة.
ثلاثة فقط من أفلام المسابقة من صنع مخرجات. في المؤتمر، لم يعر فريمو كثيراً من الأهميّة لحمّى «الصواب السياسي»، التي تكتسح هوليوود اليوم، مع تقديره لأهميّة #MeToo و#TimesUp. «تمّ اختيار الأفلام لخصائصها الذاتيّة»، لا لاعتبارات الجندر وما إلى ذلك على حد تعبيره.