القاهرة | يبدو أنّ سما المصري شعرت بأنها مهدّدة بالابتعاد عن الأضواء بعد سقوط نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي قبل ستة أشهر (الأخبار 16/4/2013). المغنية والراقصة المصرية التي صعدت سلالم الشهرة بفضل الهجوم على رموز الإخوان المسلمين والسخرية منهم بطريقة تسمّى في اللغة الشعبية «الشرشحة»، لم تعد تتمتّع بالنجومية نفسها بعد خريطة الطريق التي فرضها النظام الجديد في 3 تموز (يوليو) الماضي.
ربما هذا ما يفسّر لجوءها إلى إطلاق قناة «فلول» التي تُديرها مع شركة «سكاي» للإنتاج الفني، وفق ما أكّد بيان أصدرته أخيراً الراقصة التي غابت عن الشاشات طويلاً. كانت المصري قد فشلت في أن تكون بين مذيعات قناة «الفراعين» المناهضة لـ«ثورة يناير»، إذ قدّمت حلقتين من برنامج «البس» فقط على المحطة، قبل أن تختلف مع صاحب القناة توفيق عكاشة. لكن أخيراً، أعلنت أنها ستقدّم كل إنتاجها حصرياً عبر «فلول»، وهي الصفة التي تلاحق مناصري نظام حسني مبارك منذ سقوطه، والكلمة التي يتبرّأ منها المحسوبون على الرجل الذي حكم مصر 30 عاماً. لكن كعادتها، تتفنّن الراقصة في اختيار الكلمات والألفاظ والتصرّفات التي تصبح سريعاً حديث الصحافة. انطلقت «فلول» عبر «نور سات» إحدى باقات القمر الصناعي الفرنسي «هوت بيرد» الذي يدور في المدار نفسه الخاص بقمر «نايل سات». قالت المصري إن تردّد قناتها الجديدة هو 11137 أفقي، ولم تفصح عن التمويل الذي سيغطّي تكاليف القناة، وثمن الإيجار المدفوع لباقة «نور سات». في هذا السياق، يقول اختصاصيون في مجال الفضائيات داخل مصر إنّ متوسط قيمة تأجير أي تردّد على تلك الباقات لا يقل عن 200 ألف دولار سنوياً، بينما يزيد المبلغ كلما ارتفع مستوى المحطة التقني. وبحسب سما المصري، فإن القناة ستقدّم أغنيات وبرامج تدور كلّها في إطار دعم القيادات المحسوبة على نظام الرئيس المخلوع مبارك. كما سجّلت أغنيات عدّة أبرزها «أنا فلّة» (أي أنا من الفلول)، وبرنامجها المنتظر سيكون بعنوان «أيوة بقى». برنامج كوميدي ستعلّق المصري من خلاله على الأحداث الحاصلة في المحروسة. ولفت البعض إلى أنّ ألحان الاعلان الرسمي للقناة مسروقة من أغنية الفيلم الشهير «أفواه وأرانب» (كتابة سمير عبد العظيم، وإخراج هنري بركات) للممثلة فاتن حمامة ومحمود ياسين. وستبثّ القناة أرشيف أغنيات الراقصة المناهض للإخوان وأبرزها «يا ابن الأميركانية» التي غنّتها للقيادي الإخواني البارز حازم صلاح أبو اسماعيل، و «يا حبسجية» التي انتقدت فيها قيادات الإخوان. كما خصّصت إحدى أغنياتها «أوباما أبوك وأمك» للهجوم على الرئيس الأميركي باراك أوباما.
فور سقوط مرسي، حاولت المصري البقاء تحت الأضواء، حين رفعت طلباً لزيارة حازم صلاح أبو اسماعيل في سجنه من دون الافصاح عن السبب. كانت تعلم أنّ الطلب سيجابه بالرفض، لكنه وفّر لها الكثير من الأخبار والتقارير الصحافية. كما نجحت الراقصة سابقاً في إطلاق شائعة زواجها من النائب السلفي أنور البلكيمي بشكل لا يضرّها هي شخصياً على المستوى القانوني. وكانت بعض التقارير الاعلامية قد اعتبرت أن إطلاق «فلول» جاء ردّاً على قناة «رابعة» الاخوانية التي ولدت قبل فترة، لكنّ هذا الكلام ليس دقيقاً، بسبب الفرق بين أهداف الشاشتين.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman