وفق الخطة الترويجية لمسلسل «طريق» (عن قصة «الشريدة» لنجيب محفوظ إعداد سلام كسيري، وإخراج رشا شربتجي) طرحت شركة «الصبّاح برودكشن» المنتجة «التيزر» التمهيدي الأوّل للعمل، فكان الانطباع الأول، يشي بحدوث خطيئة لا تغتفر، قوامها النكران والتجاهل لممثل بحجم عابد فهد! إذ تطلّ لمدّة دقيقة تقريباً ملكة جمال لبنان السابقة نادين نسيب نجيم، بحركات استعراضية، تنسجم عموماً مع أدائها البرّاني، لتعرّفنا عن شخصيتها، أو تؤسس لحضورها، وما ستقوله لنا في الحكاية من دون أن نلمح «الظاهر بيبرس» ولو يمرّ ملوحاً كما يقال في عالم الدراما. علماً بأنه لا يمكن المقارنة إطلاقاً بين مقوّمات الممثل السوري، وزميلته اللبنانية. وما يثير الجدل فعلاً ما سمعناه سابقاً دون التأكد منه، عن تبديل الشركة كتّاباً عدّة، على رأسهم الكاتبة السورية المرموقة ريم حنا، لاستقدام من ينجز مهمة تفصيل المشروع على مقاس نجيم وحدها! وعلى الرغم من احتجاج صحافيين سوريين على صفحة المخرجة رشا شربتجي لدى نشرها «التيزر»، إلا أن مخرجة «سمرا» لم تلق بالاً لما قيل! فيما تفصح مصادر من داخل الشركة المنتجة بأن «ما حدث خطة ترويجية مقصودة، تبتغي إثارة الفضول لدى المشاهد، وتحفيزه على التساؤل والتشويق. إذ سيطرح خلال وقت قريب «تيزر» ثان لعابد فهد وحده، ثم فيديو ثالث يلتقيان به، ويعطي لمحة انطباعية سريعة جداً عن قطبي المسلسل». تملك تلك التصريحات وجهة نظر تسويقية ربما تحمل جدية، ويمكن استيعابها وتقبّلها، لكن يبقى السؤال: كيف يمكن لشركة إنتاج تملك مقومات مالية صلبة، وفهماً عميقاً، وحرفة واضحة في عالم الدراما مثل شركة «الصبّاح» أن تلعب بورقة على حساب أخرى، ولو كان على صعيد التوقيت والفارق الزمني القصير بين الشريطين، إذ لا يمكن لضليع في عالم الدراما، إلا أن يتسلّح بتاريخ عابد فهد وموهبته، وحرفته، وتنويعاته الحادة، والكاريزما التي يمتلكها، والجماهيرية التي حققها، فتلك مفردات «الجوكر» الرابح!