«بانيبال»: رحلة مع الرواية العراقية
منذ تاريخ إطلاقها عام 1998، دأبت مجلة «بانيبال» على تقديم مختلف تيارات وتجارب الأدب العربي إلى القارئ الأجنبي. المجلة الأدبية التي تأسست في لندن على يد الكاتب العراقي صموئيل شمعون والناشرة البريطانية مارغريت أوبانك، واظبت على الصدور بانتظام لمواكبة وتقديم التجارب الحيّة في الأدب العربي، واستمرت في هذا الرهان الطموح الذي تغلّب على المصاعب والأنواء، وتحدّى القحط الثقافي الزاحف.

في عددها الحالي (رقم 61 ـــ ربيع 2018)، قررت المجلة التركيز على الرواية العراقية في ملفها الرئيس الذي حمل عنوان «رحلة في الرواية العراقية»، اتساقاً مع «اتجاه الأدباء العراقيين إلى الرواية دون الشعر». تفتتح المجلة ملفها عن الرواية العراقية بثلاثة مقالات للنقاد: حسين السكاف، عبد الله ابراهيم وفاطمة المحسن. الأول، بعنوان «انبثاق الرواية العراقية من رحم الكارثة»، والثاني، بعنوان «الرواية العراقية وتحوّل الهويات السردية» إلى جانب مراجعة المحسن لروايتين للكاتب عبد الله صخي. تضمن الملف فصولاً من روايات عراقية عدة، تُرجمت خصيصاً للعدد. وضم ملف مراجعات الكتب مقالات نقدية مختلفة تناولت روايات عراقية وعربية، نذكر منها مراجعة لرواية «فرانكشتاين في بغداد» للكاتب العراقي أحمد سعداوي، التي دخلت القائمة القصيرة لـ«جائزة مان بوكر الدولية» أخيراً.
وبالتعاون مع الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية)، نشرت المجلة مقاطع من روايات القائمة القصيرة لعام 2018؛ من بينها مقطع من الرواية المتوّجة في هذه الدورة «حرب الكلب الثانية» للكاتب الفلسطيني ابراهيم نصر الله (ترجمة نانسي روبرتس). والجدير بالذكر أنّ المجلة تفتتح صفحاتها بقصائد للشاعرين: المغربي عبد الله زريقة (ترجمة تيم ديماي) والليبي عاشور الطويبي (ترجمة الشاعر بالتعاون مع الشاعر البريطاني جيمس بيرن). والغلاف لوحة للفنانة ساي سرحان. موقع المجلة www.banipal.co.uk


فيكتور بونين في الكونسرفتوار


بدعوة من المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار)، يحل عازف البيانو الروسي العتيق فيكتور بونين (1936) ضيفاً على بيروت لإحياء أمسية، الليلة، في الكونسرفتوار، فرع سن الفيل (القاعة S). هذه ليست المرة الأولى التي يزورنا فيها بونين، إذ لا نزال نذكر أمسيته في إحدى كليات الجامعة اللبنانية في التسعينيات، عندما أدى السوناتة الرقم 23 لبيتهوفن و«فصول» تشايكوفسكي (عمل من 12 مقطوعة بأسماء أشهر السنة) وغير ذلك، وقبلها أمسيته التي خصصها لشوبان ورافيل.
فيكتور بونين عازف بيانو روسي، ثمانيني، لكنه لا يزال ناشطاً في إحياء الأمسيات وإعطاء الدروس المتقدّمة في البيانو للمحترفين. لكن، بعيداً عن المبالغات الفارغة التي لا تنمّ عن احترام بل عن جهل يزعج الفنان أولاً، يجب القول إن بونين ليس من الأسماء الكبيرة في عالم البيانو الكلاسيكي عموماً ولا المدرسة الروسية المرموقة خصوصاً. هو عازف محترف، ريبرتواره المسجّل محدود نسبياً، أداؤه محترم، يعطي العمل حقّه، لكنه لا يصنع المعجزات على طريقة بعض مواطنيه من الجيلين القديم والجديد. على برنامجه أمسيته المرتقبة هذا المساء عمل عظيم لموزار هو الفانتازيا على نغمة دو مينور (K. 475) وآخر من الفئة ذاتها لبيتهوفن (op. 77)، ولكن ليس بالأهمية ذاتها (لا مقارنة بموزار ولا بأعمال أخرى لبيتهوفن)، بعد ذلك، يؤدي عملاً لشوبرت، أيضاً من الفئة ذاتها (فانتازيا)، وهو من التحف المهمة في ريبرتوار المؤلف النمسوي، لكنه يحتاج إلى عازفي بيانو، وبالتالي يشارك في الأداء روبير اللمع الذي يرافق بونين أيضاً في الكونشرتو الخامس لبيتهوفن، العمل الذي تختتم به الأمسية (يتولّى اللمع عزف الإعداد الأوركسترالي للكونشرتو على البيانو، ويؤدي بونين مدوّنة البيانو الأساسية).

* فيكتور بونين، أمسية كلاسيكية في العزف على البيانو، فرع الكونسرفتوار في سن الفيل (القاعة S)، السابعة من مساء اليوم الخميس، الدعوة عامة.