صباح اليوم، أطلق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أعمال مشروع «متحف تاريخ بيروت» في الموقع الملاصق لمبنى جريدة «النهار» ويعدّ امتداداً لـ «تل بيروت الأثري» في وسط بيروت، وسط احتفال حضره وزير الثقافة غطاس الخوري، والسفير الكويتي عبد العال سليمان القناعي الذي موّلت بلاده المشروع عبر «صندوق التنمية الكويتي»، ورئيس «مجلس الإنماء والإعمار» نبيل الجسر، وعدد من الشخصيات.في كلمته المقتضبة التي تجنّب فيها الحديث عن الاكتشافات الأثرية النادرة التي عثر عليها أخيراً في هذا الموقع والتي تؤرّخ لتاريخ العاصمة اللبنانية على مرّ العصور، قال الحريري إنّه «في الوقت الذي نبني فيه مدينة حديثة وواجهة بحرية، نهتم بالحفاظ على تراث هذه المدينة، لأنّ الحفاظ على الهوية والتاريخ هو قاعدة متينة لبناء المستقبل»، ثم بارك لبيروت متحفها التاريخي، وفق ما ذكرت «الوكالة الوطنية».
بدوره، حاول غطاس خوري التغاضي عن موضوع الاكتشافات وسياسة والتعاطي معها وما إذا كانت خطة المشروع الذي صمّمه المعمار الإيطالي رينزو بيانو ستتعدّل أم أنّها ستطمس الموجودات المهمّة، مكتفياً بالتأكيد أنّ هذا الموقع سـ «يروي تاريخ بيروت عبر حقبات الزمن ويؤسس لمتحف يكون على قدر قيمة بيروت»، مشيراً إلى أنّه سيتم «تطوير كل المنطقة بالاتفاق مع شركة «سوليدير»، وستصبح هذه المنطقة من ساحة الشهداء إلى التل الاثري كلها قبلة للسياح وللبنانيين لكي يعرفوا تاريخهم». ثم شكر الحريري على «الاهتمام الذي أوليته لوزارة الثقافة التي وضعت خطة خمسية للنهوض الثقافي والتي تتضمّن تطوير وإنشاء متاحف في كل المناطق اللبنانية...»، وأوضح أنّ وزارته أخذت على عاتقها «الالتزام بالحفريات والتوقيت المناسب لكي ينشأ هذا المتحف في الوقت المناسب»، وختم متوجّهاً إلى الحريري بالقول: «من يحفظ تاريخه يعرف كيف يؤسس للمستقبل».
وحده نبيل الجسر، تحدّث عن القضية التي خصّصتها «الأخبار» بتحقيق قبل يومين، لكن بضبابية واضحة قائلاً: «نؤكد أنّنا لن نطمر التراث، وهذه الآثار ستكون جزءاً من المتحف الذي سيشيّد هنا... سيكون أيضاً أهم تجمّع ثقافي وتاريخي لمدينة بيروت»، مشيراً إلى أنّه «في السنة المقبلة سوف نجد المتحف هنا وقد تم إنجازه وسنقدّمه هدية لذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري». واختتم الاحتفال من دون أي إجابات شافية عن مصير الاكتشافات، وما إذا كانت ستتعرّض للطمس لصالح إقامة المتحف وفقاً للخطة الحالية، الأمر الذي سيشكّل جريمة تاريخية وأثرية وحضارية!