بإعلان الأكاديمية السويدية، اليوم الجمعة، حجب جائزة نوبل للآداب هذا العام، بسبب اتهامات تتعلّق بالتحرّش الجنسي طالت زوج إحدى عضوات الأكاديمية، بالإضافة إلى اتهام بتسريب أسماء الفائزين، قبل إعلانها رسميّاً، ستخفت حمّى «نوبل» عربياً إلى حين، وسيصاب بعض المرشحين بصدمة كبرى، رغم أن الخريطة العربية للإبداع الأدبي ستبقى خارج التوقعات الصائبة لأسباب كثيرة. هكذا سيبقى نجيب محفوظ يتيماً في القائمة إلى فترة طويلة، في غياب الترشيحات الجدّية، خصوصاً أن اسم أدونيس، وهو الأكثر تداولاً عشية إعلان الجائزة، بات مثل حكاية «الراعي الكذّاب»: استنفار إعلامي وإشاعات، وإشاعات مضادة، ثم طي الصفحة مرّة تلو مرّة.على الأرجح، فإن المعضلة ليست بعدم توفّر أسماء إبداعية مرموقة تنافس على الجائزة، إنما بربط اللغة العربية بالكتاب المقدّس، وتالياً، يتم التعامل مع الأدب العربي، على أنه أدب مكبّل بلغة مقدّسة لا تتيح حرية مكتملة في الكتابة، إذ لطالما تعاملت اللغات الأخرى مع الأدب العربي في الترجمة بوصفه مادة سيسيولوجية أكثر منه مادة إبداعية خالصة، على غرار ما يحدث في اللغات الأخرى. لعلها لعنة الإسلام والتطرّف والإرهاب. لننس نوبل إذاً، ونتسلَّ قليلاً بحكاية التحرّش الجنسي بصرف النظر عن مصداقية الأكاديمية السويدية في اختيارها اسم هذا الفائز أو ذاك.