مريم نور وزيرة للصحة، هيفا وهبي للسياحة، مايك فغالي للشؤون الاجتماعية، فارس خشّان للإعلام، نديم قطيش للخارجية، وفارس سعيد للداخلية... من باب السخرية أو الجدّ، فإنّ تلك هي الإجابات التي تلقّاها صندوق استطلاع برنامج «كلام الناس» حول «أيها المواطن اختر الوزراء الـ 22 بنفسك». إجابات دفعت القائمين على البرنامج أمس إلى التنويه بأنّ التصويت المعتمد لهذا الأسبوع لا يشمل «موقع رئاسة الحكومة». خبر لم يعجب المشاركين في الاستطلاع، وخصوصاً أنّه جاء بعدما غلب سالم زهران (46%) غريمه سعد الحريري (18%) في نسبة التصويت!
يبدو أنّ القائمين على برنامج مارسيل غانم الذي يعرض على lbci، استمرأوا اللعبة بعدما دعوا قبل رأس السنة إلى التصويت على «شخصية العام 2013» فنال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أعلى نسبة تصويت، لكنّ استفتاء «أيها المواطن اختر الوزراء الـ 22 بنفسك» اتخذ منحى فكاهياً هذه المرة بالنظر إلى بورصة الأسماء التي رشّحها اللبنانيون في مختلف الوزارات، حتى بات الاستطلاع لعبة ساخرة، وسحراً انقلب على الساحر. المدقق في الأرقام والأسماء تستوقفه هذه العشوائية في التصويت. أسماء معروفة ومتداولة تولت قبلاً حقائب وزارية لدورات متتالية (أمثال عدنان منصور وبطرس حرب، ومحمد جواد خليفة) تجاور أسماء أخرى خرجت عن سياق أي منطق ودخلت حيّز التسلية والترفيه كترشيح دومينيك حوراني لوزراة الخارجية، أو هيفا وهبي لوزارة الثقافة أو السياحة، أو ميريام كلينك للاقتصاد، وجورج وسوف أو طوني خليفة للشؤون الاجتماعية. أسئلة وعلامات استفهام عدة ترتسم حول جدوى فتح باب الترشيح أمام الجميع من دون قواعد أو معايير تحدد وتضبط ايقاع الاستطلاع، لتضفي عليه الدقة والموضوعية وبعضاً من الصدقية. علماً أن من شأن «لعبة الأرقام» في أبعادها التسويقية التقنية أن تصيب شرائح عدة في إثارتها للتفاعل وحركة «التنافس» بين الأسماء، وتحقيق نسبة ولوج كبيرة الى موقع القناة من خلال الانخراط في هذه المسابقة. لعلّ «كلام الناس» أراد تعزيز حضوره بين المشاهدين. برغم الأرقام العالية التي يحقّقها في نسب المشاهدة عبر السنوات، الا أنّ سؤالاً يستثير أي مهتم، وخصوصاً عند التدقيق في أرقام متابعة هذا البرنامج في الآونة الأخيرة. مصادر مطلعة تشير لنا إلى أنّ نسبة متابعة البرنامج تكون عالية في بدايته وبعيد الجنيريك (ربما لمعرفة أسماء الضيوف واتخاذ بعدها قرار المتابعة أو عدمها)، لتنخفض بعد ذلك لمصلحة برامج أخرى. على أي حال، مَن يعلم، فقد جرّب اللبنانيون معظم الأسماء السياسية التقليدية، ولا ضير من خوض مجازفة «آمنة» مع مريم نور أو هيفا وهبي!

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab