تمتلك مصممة الأزياء والملابس رجاء مخلوف ثقافة واسعة واطلاعاً عميقاً، كما أنها تتسلّح بذوق رفيع يجعل لمستها متفرّدة إلى حدّ كبير. هذا العام، تردّدت المصممة المعروفة طويلاً قبل أن توافق على إبرام عقدها مع شركة «غولدن لاين» كي تتولّى تصميم ملابس مسلسلها التاريخي «هارون الرشيد» (كتابة عثمان جحى، إخراج عبد الباري أبو الخير، وبطولة قصي خولي وعابد فهد وكاريس بشّار ونضال نجم وياسر المصري وعبد المحسن نمر ونادرة عمران وحبيب غلوم وديمة بياعة وديمة الجندي ـــ «روتانا خليجية»، «الشارقة»، «الفجيرة»، «فلسطين»، «حواس»، «الجزائرية»، «النهار» المصرية). وعند توقيع العقد، لم يكن أمامها سوى 15 يوماً تحضيرية في الشام، ليست كافية أبداً لإنجاز عمليّة بناء «معماري» حديث للأزياء بالأحجام والأطوال والألوان. لذا اضطرت إلى فتح ورشة في أبو ظبي من دون فريق عملها بسبب صعوبة استصدار تأشيرات دخول لهم، فلم يكن أمامها سوى الاستعانة بفريق آسيوي وتعليمه طريقة عملها. ثم واكبت التصوير بشكل ميداني، وخاصة أن الكاميرا تدور في «قصر السّراب» في أبو ظبي المجهّز بتفاصيل من المرحلة العباسية، من دون أن يعتمد شكل ديكور خاص بالمسلسل، إنما من خلال إضافة إكسسوارات وضعت بقصد التصوير. تعرّفت مسؤولة الملابس إلى مرحلة خلافة الرشيد، وكيف كان شكل الملابس فيها. مراجع عدّة حدّدت لها بدقة كل تلك الأمور. في حديث إلى «الأخبار»، تقول رجاء مخلوف: «يعرف المهتمون شكل الملابس الرجالية والأزياء النسائية ولون الأصبغة التي كان يتمّ استخدامها. كما يعرفون أن اللون الأسود وسَم شعار الدولة آنذاك. ظلّت تلك الثوابت في بالي بعد قراءة تاريخ المرحلة، ومن ثم بنيت شيئاً متخيّلاً، وخرجت من الصيغة الحقيقية كلياً، لأن مهمّتنا ليست تأريخية ولا توثيقية. هكذا، حاولت تصميم أزياء مختلفة تقنع المشاهد بأنّه يدخل تلك الحقبة، على أمل ترك بصمة ذاتية تحمل طابعاً أنيقاً وجذاباً، طالما أننا نملك هامشاً في مختلف وظائفنا الدرامية يخوّلنا الشغل على قراءتنا الخاصة للشكل الفني الذي نقدّمه مهما كان نوعه».