سامر الطويل... ذلك «الجندي المجهول»

  • 0
  • ض
  • ض
سامر الطويل... ذلك «الجندي المجهول»

كثيرون من متابعي الدراما السورية لا يعرفون بالضبط جوهر مهمة مدير الإنتاج التلفزيوني. يرمى على عاتق مدير الإنتاج حمل ثقيل، يبدأ من تحضير خطّة تنفيذية مبدئية للعمل يتمّ تعديلها بما يتّفق مع الظروف، إضافة إلى وضع الميزانية، وضبط المسائل المالية المتعلقة بالطعام وإقامة وتنقلات فريق العمل كاملاً، ثم مواكبة فريق الإخراج منذ بدء التحضير. كذلك، تقع على كاهليه مهمة استطلاع مواقع التصوير، والعمل على تجهيز كل ما يلزم التصوير يوماً بيوم، وساعة بساعة إلى جانب التنسيق بين الممثلين. ربما يكون سامر الطويل أكثر مديري الإنتاج حنكة وبراعة، إضافة إلى فرضه هيبة لا يتنازل عنها حتى يتمكّن من إدارة فريقه بانضباط عال. في العام الماضي، كان أمامه ما يشبه المعركة، كي يتمكّن من تأمين ما يلزم لدوران كاميرا مخرجه المفضّل سيف الدين السبيعي في مسلسل «قناديل العشّاق» (كتابة خلدون قتلان) في الشام القديمة، أثناء نشوب معارك بالقرب منهم في حي جوبر. أما هذا العام، فقد خاض الرجل مغامرة مختلفة تمثّلت أولاً في العمل مع القطاع العام وفق قوانينه المربكة، ومن ثم التصوير للمرة الأولى في حلب بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية. نعني هنا مسلسل «روزنا» (تأليف جورج عربجي وإخراج عارف الطويل ــ «سوريا دراما» و«الفضائية السورية»). أثناء تصوير المسلسل في حلب، لمس مدير الإنتاج حماسة أهالي «عاصمة الشمال» ورغبتهم العارمة في إعادة مدينتهم إلى شكلها الطبيعي بعدما أنهكتها الحرب. لذا تعاطت معه المؤسسات الحكومية بمرونة عالية، وولّف أبناء المدينة العريقة جهودهم لتقديم كل التسهيلات والحفاوة اللازمة لفريق العمل. لدى زيارتنا مواقع تصوير مختلفة، كان سامر الطويل يتغنى بما لقيه من حفاوة في حلب. واليوم يكرر في حديثه إلى «الأخبار» ذلك، فيقول: «أتمنى أن أحظى بفرصة مسلسل كامل نصوّره في حلب. رغم القهر الذي يعتريك عندما تشاهد الدمار، إلا أن التعاطي النبيل من أهلها يجعلك تخلع قلبك هناك قبل أن تغادر!».

0 تعليق

التعليقات