إنّها الإطلالة الأولى له على الشاشة البرتقالية. ظهر الفنان زياد الرحباني أول من أمس في برنامج «بلا حصانة» الذي يقدّمه الزميل جان عزيز على قناة otv. اعتقد كثيرون أنّ جزءاً كبيراً من الحلقة سيخصص للتفسير والردود المستفيضة على الزوبعة الأخيرة التي أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الشاشات بخصوص حبّ الفنانة فيروز للسيد حسن نصرالله (الأخبار 19/12/2013). لكن خلافاً للتوقعات، أتت الحلقة هادئة وجدلية، بمشاركة الزميل إبراهيم الأمين، طارحة إشكاليات تعتبر محطّ خلاف بين اللبنانيين، كذلك تخللها الكثير من التصويب والفكاهة، ولو أنّ الملل دبّ إلى بعض مفاصلها.
استُهلت الحلقة (ساعة و50 دقيقة) بإثارة الإشكاليات، وتحديداً بخصوص النظام السوري و«حزب الله»، تلاها عرض الرحباني لبعض الأحداث التي تخللتها مرحلة الوجود السوري في لبنان، مثل تدخل الجيش السوري لإنقاذ من يهاجمونه اليوم. وكانت أيضاً إطلالة على نظرية «الحياد» التي أطلقها الرئيس السابق إدمون إده، ودعوة من الأمين إلى نسف نظرية «نهائية الكيان اللبناني» التي يجري تداولها، وتحديداً بعد الأزمة السورية. شهد النقاش أيضاً طرحاً لسؤال جوهري: «كيف يكون لديك مشكلة مع الله وليس مع «حزب الله؟»، تمحور النقاش حول كيفية التوفيق بين التأييد للحزب والتناقض مع عقيدته الدينية، ليصار إلى التأكيد أنّ الحزب لم يتدخل طيلة مسيرته في حياة الناس الشخصية أو في ممارساتهم الدينية.

هنا، قلب الرحباني الآية، وتساءل عن كيفية تحالف «اليسار الديمقراطي» اليوم مع «القوات اللبنانية» و14 آذار، و«يمنعوننا كـ«حزب شيوعي» من تأييد حزب الله؟». بعدها، انتقل إلى تدخل «حزب الله» العسكري في سوريا والخلاف حوله.
الزوبعة حول فيروز أثيرت مجدداً في الحلقة، مع تأكيد الرحباني أنّ ما حصل يحمل إيجابية رغم كل شيء، إذ إنّ الانقسام الذي حصل أظهر أهمية فيروز بالنسبة إلى اللبنانيين، تلك السيدة التي عاشت في منطقة مختلطة (زقاق البلاط ــ بيروت)، وأغلب أصدقائها من هذه المنطقة بحسب الرحباني. وشملت الحلقة إطلالة على وضع «الحزب الشيوعي اللبناني» الذي وصفه إبراهيم الأمين بأنّه مثل «سيارة تعطلت على الطريق ولم تكمل سيرها». وفي هذا المحور، كانت هناك استفاضة حول حركة الرحباني الفنية التي حملت في طيّاتها دعمه لهذا الحزب، ودعوة الموسيقي اللبناني إلى المساهمة في عودة هذا الحزب إلى مكانته السابقة في ظل وجود «شباب مندفع، ونظيف». وفي هذا السياق، كرر صاحب «بالنسبة لبكرا شو؟» دعوته السابقة لتكوين collectif، يشكّل حركة مساندة رديفة لـ«الشيوعي».
في خضم الحديث عن الفن، كان حديث آخر عن مصير الإرث الفني لعائلة الرحباني والعقم القانوني الذي يلف النزاع الدائر في العائلة، واقتراح انتقال هذا الإرث إلى أحضان الدولة في ما بعد. كذلك، طرح الأمين فكرة الاكتتاب لدعم «مسرح زياد» من خلال مسرح وطني ممأسس. فكرة تسهم في الخروج من مآزق عدة تحكم العمل الفني، منها التمويل، والوضع الأمني في البلد، وشروط المواءمة مع الأفكار المطروحة في هذا المسرح. يهدف الاقتراح إلى إنشاء شركة مساهمة عامة يملك الرحباني جزءاً كبيراً منها، مع دخول مساهمين آخرين منسجمين مع مبادئه وأفكاره. هذا المسرح قدّم أعمالاً ما زالت أحداثها تتكرر حتى اليوم على الساحة اللبنانية، «ليس لأنّك بتقشع لقدام، بس نحن بعدنا ما عم نمشي» على حد تعبير الرحباني.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab