في هذا الموسم، يطلّ مجدي مشموشي في ثلاثة أعمال رمضانية، الأوّل هو «طريق» (عن قصّة «الشريدة» لنجيب محفوظ، سيناريو وحوار سلام كسيري وفرح شيّا، وإخراج رشا شربتجي) بشخصية «جهاد»، والثاني هو «بوح السنابل» (تأليف فتح الله عمر، وإخراج محمد وقاف) على «المنار» و«سوريا دراما»، بالإضافة إلى ظهوره في «جوليا» (كتابة مازن طه وإخراج إيلي ف حبيب). صحيح أنّ دوره في «طريق» جيّد، غير أنّ مجدي في «بوح السنابل» حكاية أخرى. يستغرق المرء بعض الوقت للتمعّن في الشخص الذي يراه أمامه في ذلك الدكّان المتواضع، لكي يدرك في النهاية أنّ صاحبه «كريم إبراهيم»، هو الممثل اللبناني المعروف. فالملامح جديدة وغير مألوفة، فيما تخدم الملابس والأكسسوارات والماكياج هذه الغاية تماماً. من الواضح أنّ مشموشي حضّر هذه الشخصية بهدوء، ونستطيع أن نجزم براحة ضمير أنّ الجمهور سيتذكّرها جيّداً. فأسلوب الكلام مدروس، وكذلك طريقة المشي وحركات الجسد واليدين. كل هذه العناصر تسهم في تظهير رجل بسيط جدّاً، يعدّ وصف بخيل قليلاً في حقّه، إذ أنّ كل همّه في الحياة هو جمع المال.
يجسّد الممثل اللبنانية شخصاً بخيلاً يُدعى «كريم إبراهيم»

هذه الصفة المقيتة في البشر عموماً، تتحوّل بطبيعة الحال في «بوح السنابل» إلى مصدر للكوميديا التي تطعّم القصّة الاجتماعية المتمحورة حول حكاية جديدة عن بيئة المقاومة في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، قبل عدوان تمّوز (يوليو) 2006.
وهذا يبدو جلياً مثلاً في المشاهد التي تجمع «كريم» بوالده (أحمد الزين)، كما جرى حين رفض الأوّل تقديم السكاكر إلى زبائنه، أو الاتصال بشقيقه للاطمئنان على صحّة والدهما خوفاً من «خسارة مخابرة»، أو عندما اقترح على أبيه أن يضع ورقة نقدية بقيمة مئة دولار أميركي مكان وجعه ليشفى فوراً. وهناك أيضاً الجملة الشهيرة التي قالها لزوجته «منى» (رونيه غوش) حين قالت له إن هناك من ألمح إليها بأنّه يريد طلب يد ابنتهما «مريم» (ستيفاني عطالله) لابنه الذي تسمع الأمّ أنّ «أخلاقه عاطلة»: «يا مرا الأخلاق بتروح وبتجي… المهمّ المصاري»!.
الأيّام المقبلة ستحمل الكثير من التطوّرات في هذه الشخصية، غير أنّ الثناء على أداء مشموشي حتى الآن في هذا العمل ضروري.

«طريق»: 22:30 على mtv، و21:00 بتوقيت بيروت على mbc4، و20:00 على «OSN يا هلا»
«بوح السنابل»: 21:30 على «المنار»، و12:30 على «سوريا دراما»
«جوليا»: 19:00 على lbci وLDC، و20:00 على «روتانا دراما»