تصرّ ماغي بو غصن، موسمياً، على الدخول في السباق الرمضاني. الممثلة اللبنانية معروفة بكثافة أعمالها، أكان في السينما، أم في التلفزيون، وعادة ما تندرج هذه الأعمال ضمن الأصناف التجارية والكوميديا الخفيفة. شاهدنا العام الماضي مسلسل «كاراميل» (تأليف مازن طه ــ إخراج إيلي .ف. حبيب)، المستنسخ عن عمل روسي. في هذا العمل، رأينا كيف بفضل حبة «الكاراميل»، تحولت بو غصن الى قارئة وسامعة لما يفكر به من حولها. وهذا الموسم، انطلق مسلسل «جوليا» (تأليف مازن طه ــ إخراج: إيلي. ف. حبيب)، مع الطاقم عينه تقريباً، مع انضمام وجوه لها ثقلها في الدراما كتقلا شمعون التي تؤدي دور والدة «جوليا»، وآخرين كنيكولا مزهر (جارها)، وسلطان ديب (دور شادي شقيق جوليا)، وظهور ثنائية ثانية (بعد «يا ريت» - 2016) مع الممثل السوري قيس الشيخ نجيب. في الحلقات الخمس التي عرضت حتى الآن، بدا الترهّل واضحاً في العمل. «جوليا» مسلسل يحكي قصة فتاة شابة، تستميت لتحصل على دور تمثيلي. بعد أن تجسّد أدواراً معينة، تجد صعوبة في إخراج الشخصية منها، فتنتقل «مفاعيلها» الى محيطها، وتسبّب لها مشاكل كثيرة، الى أن تلتقي الطبيب النفسي «عاصي» (قيس الشيخ نجيب)، الذي يتولى علاجها، فتسوء الأمور أكثر. يصنّف العمل ضمن إطار الكوميدي اللايت. لكن مع الأداء الذي شاهدناه في الحلقات الماضية، ليس بإمكان «جوليا» أن يرقى حتى الى صنف الكوميديا. إذ إنّه يتّسم بكثير من الخفة في الأداء والحوار والحبكة. تتصدر بو غصن واجهة البطولة، وواجهة الأداء السيئ أيضاً، ولا سيّما في ذهابها بعيداً نحو المغالاة في السياق الدرامي، والإفراط في التعبير بكثير من السطحية عن المواقف التي تتعرض لها.
شخصيات متناقضة ومختلفة تتوزع في العمل بين «ريما» (جيسي عبدو صديقة جوليا)، المرأة «المسترجلة»، والممثلة السورية ليليا الأطرش (غنوة) التي تؤدي دور طليقة الطبيب النفسي، ونيكولا مزهر الشاب الشقيّ. ورغم هذه المروحة المتنوعة من الشخصيات، والكاراكتيرات، الا أنهم بقوا في الأغلب غير مقنعين في أدوارهم، يصبون في الخانة عينها لتسطيح الدور، واصطناع اللحظات الكوميدية. من يشاهد أزياء الممثلة اللبنانية، وطريقة تسريحة شعرها، وأداءها الطفولي الذي ينحو إلى السذاجة، لا يمكنه أن يفصل بينها وبين ما تدأب على تأديته بو غصن في السنوات الأخيرة. شابة طموحة، حالمة، تتحدث بلهجة الأطفال البريئة، ترتدي ثياباً وتسرّح شعرها كذلك على طريقة تلميذة مدرسة. شخصية تذكرنا بفيلم «بي بي» الذي أدّت بو غصن فيه دور الفتاة المتأخرة عقلياً. يبدو أن بو غصن لم تخرج من هذا الثوب، ولو اختلفت القصة الدرامية وسياقاتها.
في «جوليا» تكثيف للخفة، وغياب للموهبة، واتكاء على افتعال مواقف مبالغ في تجسيدها. وهذا الأمر لا يعدّ مستغرباً في إنتاجات ماغي بو غصن الأخيرة. ينفع المسلسل الرمضاني الذي تعرضه lbci، أن يكون فسحة لتعطيل العقل، والاستسلام لأجواء من الضحك المصطنعة. حتى إنّ الممثل السوري، الذي قدم هنا دوراً جديداً في مسيرته، هو الطبيب النفسي، الذي يعالج مرضاه بطريقة غريبة، لم يكن موفقاً. فأداؤه اتسم بكثير من المبالغة، وغياب المنطق. ويبقى السؤال حائراً حول مشاركة تقلا شمعون. ممثلة بحجمها، ما الذي يدخلها الى دوامة هكذا عمل، إن لم يضف الى سيرتها المهنية شيئاً؟

*«جوليا»: 19:00 على lbci