للممثلة القديرة رندا كعدي، حصة درامية سنوية في رمضان. الممثلة التي تحجز لها هذا العام مساحة «كضيفة شرف» في مسلسل «ومشيت» (كتابة سيناريو وحوار: كارين رزق الله-إخراج :شارل شلالا)، كانت متوزعة في الموسم الرمضاني الفائت، على عملين إثنين: «أدهم بيك» (كتابة طارق سويد - إخراج زهير قنوع)، ومع «لآخر نفس» (تأليف كارين رزق الله- إخراج أسد فولادكار). كعدي تعود اليوم، بدور صغير لكن، مشغول بحرفية، يحمل رسالة إنسانية عالية. مرة جديدة، تدخل أعمال رزق الله، وتسند إليها دور الأم. في «لآخر نفس»، لعبت دور الأم «بريجيت»، بصورة واقعية ممزوجة ببعض من الكوميديا، الى جانب طرح قضية أن تحب إمرأة في عمر متقدم، عبر قصتها مع الممثل غبريال يمين. في «ومشيت»، تأخذنا الكاتبة والممثلة اللبنانية الى أجواء مختلفة، بعيدة عن التعقيدات الإجتماعية الدرامية التي ساقتها في الموسم الرمضاني الفائت. توجه هذه المرة، تحية الى الجيش اللبناني، وتضحياته الجسيمة. تلعب كعدي دور أم الشهيد «طوني»، وقد استطاعت في الحلقتين الأولى والثانية اللتين ظهرتا فيهما، تجسيد هذا الدور ببراعة. دور صغير يحتاج الى جهد لأدائه، خاصة أن كعدي، سرعان ما سنراها، كما نرى باقي امهات الشهداء، يرفضن وينكرن موت أبناءهن، ويصّررن على التعاطي معهم كأنهم ما زالوا أحياء.نرى «مارتا»، تكلم صورة إبنها، الموضوعة على الكنبة أمامها، تصنع له القهوة، وتسأله عن ماذا سيأكل اليوم؟ تلازم مارتا الثياب السوداء، وتغيب ملامح الماكياج عن وجهها. بنبرة الأم الحزينة، والمفجوعة بإبنها، نرى كعدي، تتحدث عن ألمها امام «أمل» (بديع أبو شقرا)، تقول له: «حرقلي قلبي». هكذا، وفي مساحة ضئيلة، في التمثيل، مرشحة لأن تطل في الحلقات المقبلة في «ومشيت»، تضع رندا كعدي بصمتها من جديد، وتحاكي أحوال أم كل شهيد في لبنان، وما أكثرهن!

«ومشيت» يومياً على mtv عند الساعة 20:30