فيليب روث خذله القلب

  • 0
  • ض
  • ض
فيليب روث خذله القلب

بعد سنوات على اعتزاله الكتابة وتخليه عن الاطلالات العامّة، رحل فيليب روث (1933 ــ 2018) أمس جرّاء فشل في القلب. عاش الكاتب الأميركي الثمانيني سنواته الأخيرة حياة هادئة في منزله النيويوركي، بعدما أسهمت رواياته الـ 24 في تشكيل الوعي الأدبي الأميركي في النصف الثاني من القرن العشرين. اعماله نبشت أجواء أميركا وتناقضاتها، ووثقت أبرز فتراتها التاريخية الحديثة مثل مرحلة الخمسينيات والحرب الكورية في «نقمة» (2008)، وحقبة الفاشية الأميركية خلال الأربعينيات في «خطة ضد أميركا» (2004). أسئلة وهواجس الهويات الفردية، والعائلة اليهودية، والجسد الرجولي والأخلاق، والمثل الأميركية وخيانتها، خيّمت على معظم أعماله التي كانت تثير جدلاً لدى نشرها. باكورته القصصية «وداعاً كولومبوس» (1959) حصدت «جائزة الكتاب الوطني» الأميركية، فيما نقلته رواية «شكوى بورتنوي» (1969) إلى موقع الكاتب النجم بعد بيعها أكثر من 400 ألف نسخة لدى صدورها، من دون أن تحميه من تلقي اتهامات «معاداة السامية»، و«اليهودي الكاره لذاته» بسبب نظرته الساخرة والعبثية إلى حياة اليهودي في أميركا. لم يستسلم روث إلى أسلوب كتابي، بل كان أسلوبه مفتوحاً يزداد تعقيداً وغنى وتداخلاً ثقافياً وتاريخياً مع كل تجربة جديدة. وضع حياته الشخصية بين دفتي مجموعة من كتبه. مع ناثان زكرمان في «حياتي كرجل» (1974)، البطل الأقرب إلى شخصية روث، دشّن علاقة جديدة بين الكاتب وعمله الإبداعي، مجابهاً آفات الشهرة والأدب والخيانات والهوية اليهودية مجدداً. استمرّ في كشف المزيد من سيرته الذاتية والحياة الجنسية النشطة لرجل يهودي في ثلاثية زكرمان التي ضمّت «الكاتب الشبح» (1979)، و«زكرمان محرراً» (1981)، و«درس التشريح» (1983)، ليظهر مجدداً في «حياة معاكسة» (1986) التي يقضي فيها زكرمان بأزمة قلبية. في السنوات الأخيرة، بقي اسم روث مخيّماً على جائزة «نوبل للآداب» كأبرز المرشحين لنيلها، من دون أن يحصل عليها. مقابل هذا التجاهل من «نوبل»، حصد جوائز أدبية مثل «بوليتزر» عن روايته «حكاية رعوية أميركية» (1997)، و«جائزة مان بوكر الدولية» (2011) وثلاث جوائز«PEN/فوكنر»، وثلاث جوائز «الكتاب الوطني لدائرة النقاد» الأميركية. بعد تخليه عن الكتابة في السنوات الأخيرة، عيّن روث الكاتب بليك بايلي لكتابة سيرته الذاتيّة التي يتوقّع أن تنشر عام 2022.

0 تعليق

التعليقات