كارمن بصيبص. اسم لبناني يحفر طريقه بهدوء واتزان على درب التمثيل الشاقة. تدرس الفنانة الشابة خطواتها بدقّة، خصوصاً في الدراما المصرية التي وضعت بصمتها فيها خلال السنوات الماضية. ولا شكّ في أنّ دورها في مسلسل «ليالي أوجيني» (تأليف إنجي القاسم عن مسلسل إسباني، وإخراج هاني خليفة، وإنتاج شركة Beelink للمنتج محمد مشيش ــ cbc، و«دبي»، وOSN) الذي تخوض من خلاله السباق الرمضاني لعام 2018 سيكون نقطة مفصلية في حياتها المهنية.في سّن الـ 18، ظهرت بصيبص في مسلسل «الجامعة» المصري (2011 ــ إخراج عمرو قورة)، ثم «نكدب لو قولنا مابنحبش» (2013 ــ إخراج محمد سعيد عبد الله) مع يسرا ومصطفى فهمي وورد الخال وأمينة خليل وغيرهم، قبل أن يتعرّف إليها الجمهور جيّداً في مسلسل «الزيبق» (2017 ــ إخراج وائل عبد الله) مع كريم عبد العزيز.
بعد ردود أفعال النقاد الإيجابية تجاه دورها في الفيلم الديني ــ التاريخي اللبناني «مورين» (عن قصّة القديسة اللبنانية «مارينا» ــ كتابة وإخراج طوني فرج الله ومن إنتاج «الأكاديمية اللبنانية للسينما» (LFA) و«سبيريفيلم»)، تلبس حالياً شخصية «عايدة»، مقدّمة أداءً يفيض بالمشاعر المتناقضة والصدق والبساطة.
في مصر الأربعينيات، وتحديداً في مدينة بورسيعد الساحلية، تقطن الصبية اللبنانية مع زوجها الطبيب «فريد» (ظافر العابدين) وابنتها «ناديا» التي لم تتجاوز عامها الأوّل. لا يبدو الثنائي سعيداً وواقعاً في الحب، فالعلاقة بينهما باردة، وإن كان الزوج يحسن معاملة زوجته ويحاول إرضاءها. تحاول المرأة كسر الحاجز الكبير الذي يفصلها عن الدكتور الوسيم. فهي زوجة أخيه الوحيد وأقرب الناس إلى قلبه، الذي توفي قبل عام فيما كانت هي حامل بطفلته، لترغمها «العادات والأصول» على الارتباط بالأخ والانتقال مع صغيرتها للعيش معه في بورسعيد. على الرغم من صدمتها وخسارتها الكبيرتين وصعوبة التأقلم مع الوضع الجديد، يبدو أنّ «عايدة» تقع من حيث لا تدري في حبّ «فريد» العاشق للروايات والكتابة. تحاول التقرّب منه والحفاظ على الاستقرار وخلق حياة زوجية طبيعية، في ظلّ برودة زوجها الشديدة وبعده عنها، غير أنّ من الواضح أنّ الطريق لن تكون سهلة مع أنّ الرجل يحاول. محاولات أشبه بشخص يجرّب إقناع نفسه بتناول وجبة لا يحبّها أو ارتداء زيّ أو وضع عطر يذكّره بحبيب عمره. في المشاهد التي تجمعها بالنجم تونسي، تنقل كارمن إلى المشاهد كلّ مشاعر المرأة العميقة التي تتغيّر بين الحين والآخر بين الغضب والملل والحب والغيرة والاشتياق والخجل، سواء صراحة وبدقّة بعبارات على شاكلة: «أنا عم بعمل حالي منيحة كرمال ما حدا يحسّ بالوجع اللّي جوّاتي... أنا لولا الحياة اللي خلقتها لحالي كان ممكن طقّ»، أو بصمت عبر تعابير وجهها الصادقة، ونظرات عينيها التي برعت في استخدامها كسلاح تمثيلي فعّال، وأوصلت أحاسيسها إلى قلب المتفرّج بسلاسة كبيرة.
لا ينفصل أداء كارمن بصيبص عن السياق العام لـ «ليالي أوجيني» الذي يصوّر قصّصاً درامية مشوّقة وغامضة في الآن نفسه، في زمن كانت فيه مصر مساحة للتنوّع والانفتاح، قلّ تصويرها في الأعمال الفنية المصرية أخيراً. حتى الآن، العمل ساحر على مختلف الأصعدة، فيما يعدّ الممثلون (إنجي المقدّم، وأسماء أبو اليزيد، ومراد مكرم، وانتصار...) أبرز نقاط قوّته. حالياً، تلوح في الأفق حالياً بوادر قصّة حبّ حقيقية ستجمع بين ظافر والممثلة أمينة خليل (كاريمان)، الأمر الذي سيشكّل من دون شكّ تحوّلاً جديداً في تصرّفات الزوجة، وبالتالي أداء بصيبص. فلننتظر ونرى!


*«ليالي أوجيني»: 00:00 على cbc، و16:00 على «cbc دراما»، و20:00 على «دبي»، و23:00 على «OSN يا هلا»